التوظیف الاكتئابي للطفل المحروم عاطفیا

Abstract

إن موضوع التعلق واضطراباته أثار اهتمام االعديد من الباحثين والممارسين في علم النفس العيادي، ويشير مفهوم التعلق حسب رواد نظرية التعلق، أنه البحث والاحتفاظ بالاقتراب بصورة التعلق التي تضمن العناية والاهتمام المستمر للطفل ، إذ تساهم في تكوين القاعدة الآمنة ولقد أكد معظم المحللين النفسانيين على اهمية العلاقة للموضوع في تكوين الجهاز النفسي وتمايز هيئاته، كما أن الأم حسب ما أشار إليه " فينيكوت" تساهم في خروج الطفل من الوهم نحو إزالة الوهم (illusion-désillusion) ،وتفعيل القدرة المطلقة، وتكوين الذات الحقيقية في حالة ما إذا كانت تضمن له الإشباع وبأن تكون طيبة بشكل كاف، كما أنها المسؤولة عن تعرفه على العالم الخارجي (Objet-presenting) إذن تتوقف سلوكات الراشد على نماذج التعلق في الطفولة المبكرة. أما حالات الضياع أو فقدان الموضوع، لدى الطفل: فإنها تجعله يعيش إحدى وضعيات الحرمان الهاطفي، ما يؤثر على تكوينه النفسي، ويترك أثار عميقة وحادة على التوظيف النفسي له، بحكم أن الطفل لا زال يفتقد إلى النضج المعرفي الذي يمكنه من استعاب الغياب المستمر، فلا يستطيع ترميز هذا الغياب