دور تكوين المستخدمين و أثره على الإنتاجية : دراسة حالة مؤسسة سونلغاز : فرع أدرار

Abstract

يعتبر تحسين الإنتاجية وزيادتها التحدي الأكبر الذي يواجه جل المؤسسات على اختلاف أشكالها سواء كانت سلعية أو خدمية، وهذا سعيا منها لتحقيق أهدافها، ولان التكوين يعتبر أحد الوسائل الموصلة لتحقيق هذا الغرض، فان النظرة له داخل المنظمات وخاصة الاقتصادية منها تطورت حيث لم يعد يعتبر مجرد خدمة تقدمها الدولة أو عبئا على المؤسسة كما كان عليه الأمر من قبل، بل أصبح مهما للموارد البشرية باعتبارها ثروة دائمة وعملية استثمار طويلة الأجل ومضمونة العائد. وقد أدرك المسيرين مدى أهمية العنصر البشري وتأهيله، إذ أصبح يقينا لديهم أنه لا يمكن أن يستبدل بالتكنولوجيا مهما تطورت وتقدمت، فالعنصر البشري هو المفكر وهو المبدع، لان زيادة الإنتاجية لن تتحقق بالتكنولوجيا وحدها بل بفكر ومهارة وفعالية الرأس المال البشري، وبالتالي الاستثمار فيه وتكوينه يعتبر من أفضل مجالات الاستثمار في الإنسان لان التنمية الحقيقية هي التي لا تستثمر الإنسان وإنما تستثمر فيه وفي بيئته الطبيعية في إطار التنمية المستدامة.إن مسالة كفاءة المنظمات أصبحت اليوم في حكم المؤكد تعتمد على حسن استثمارها لمواردها وفي مقدمتها رأس مالها البشري الذي يتحكم في باقي الموارد وفي طريقة إستخذامها، فحتى تلك المنظمات التي لديها موارد متقدمة من التكنولوجيا إضافة إلى الرأس المال لا يمكن أن تديرها بدون مواردها البشرية، ومهما تطورت وسائل العمل تقنيا أو امتلك من قدرات فإنه يبقى رهين العقول التي تديره وتدبر شؤونه، وبذلك فإننا نجد أن التطور ليس مقتصرا على نوعية الآلات والتكنولوجيا بل هو مقتصرا على تطور الإنسان ونموه وارتقائه.و عليه فإنه وإن كانت الإنتاجية تعتبر هدفا رئيسيا لكل مؤسسة أو منظمة فإن التكوين يعتبر وسيلة فعالة لتحقيق هذا الهدف