مقاربة النفسیة للنساء العاقیمات الزائرات للمعالج التقلیدي (الراقي)

Abstract

إن العقم يعرض المرأة لمضايقات وضغوطات نفسية واجتماعية الجد مؤلمة، كونه أفقدها مكانة ودورا اجتماعيا جد مهم في المجتمع ألا وهو الأمومة الذي يعمل في ثقافتنا على إثبات أنوثة المرأة وعلى تعزيز مكانتها وتقويتها. إن العقم بالنسبة للمرأة يعد حملا تقيلا يصعب تحمله فهو يعرضها يوميا لمواقف ضاغطة تذكرها بأنها شخصا ناقصا لم يحقق بعد ذاته في المجتمع وهذا ما يدفع المرأة بكل ما أوتيت من قوة للدفاع عن مكانتها، فكل شيء يجرب للرفع من خصوبتها وإنجاب الأطفال الطب الإكلينيكي والطب الشعبي الطبيعي... لكن إذا فشلت كل المحاولات العلاجية تدخل المرأة في دائرة من القنوط واليأس والحزن والإحباط والضغط المتزايد، وفي ظل المعاناة المؤلمة التي تعيشها المرأة تتدخل الثقافة لتقدم للمرأة سلوكات دفاعية وتكيفية للتعامل مع هذا التهديد الخارجي والذي يؤثر بدوره على التوازن الداخلي بتقديم بعض التفسيرات المألوفة والمعترف بها ثقافيا على أنها عادية وليس مرضيا للتعامل مع هذه الحالة (العقم) وذلك بإرجاعه إلى الأسباب فوق طبيعية من خلال تقديم أعراض اضطهادية كالسحر والاستحواذ للتعامل مع الموقف الضاغط والمهددة والتكيف معها، وبالتالي إبعاد مسؤولية العقم عن نفسها وجلب التعاطف والمساندة من الآخرين أو السند الاجتماعي ومن هنا يخف القلق والضغط عليها في مجتمع ينبذ المرأة العاقر فهذا ما أثبتته الدراسة . وهكذا يتحول العلاج إلى ما جهزته الثقافة لمثل هذه التفسيرات الشعبية وذلك باللجوء إلى العلاج التقليدي الذي يعبر دائما عن هوية الفرد الثقافية وانتمائه لجماعته وقيمها الدينية ومعتقداتها والذي أيضا يستجيب لمشاكل المرأة ومعاناتها وخاصة فيما يتعلق بمشكلة التهميش والخوف من فقدان مكانة اجتماعية كالراقي الذي أصبح يستقطب العديد من الزبائن كونه رجل دين، يتمتع بثقة الزبون، يعبر عن مقدسات الأمة ويتعامل مع المقدس الذي هو موضع ثقة وارتياح وطمأنينة كذلك يملك نفس المخيال الاجتماعي الذي يملكه الفرد الزبون ولديه القدرة الأفضل على التعرف على الأبعاد الاجتماعية والسيكولوجية المرتبطة بالمرض ويمكن المريض عبر طقوسه العلاجية والتفريقية من تجاوز مشاكله وآلامه وإعادة توازنه النفسي