انحرافات سلوك المراهق ودينامية الوالدية دراسة عيادية لخمس حالات

Abstract

تعتبر السنوات الأولى من عمر الإنسان ومرحلة المراھقة من أھم المراحل الزمنیة التي تمر بھا حیاتھ وأشدھا تأثیرا في تشكیل شخصیتھ، وخلال ھذه الفترة والدیھ یقومان على رعایتھ وتربیتھ وتعلیمھ لجعلھ أكثر توافقا وانسجاما مع مجتمعھ، فمن خلال معاملتھ تتكون اتجاھات وعادات الأبناء وتتأصل قیمھم ولكل أسرة طرقھا في التعامل مع أبنائھا وتتباین ھذه الأسالیب بتباین الثقافة والحالة الإقتصادیة والحالة الإجتماعیة وغیر ذلك من خلال بحثي ھذا المعنون ب: إنحرافات سلوك المراھق ودینامیة الوالدیة الذي حمل ھدف معرفة أثر اضطراب الوظیفة الوالدیة في إنحراف سلوك المراھق مع إقتراح الحلول الممكنة لتعدیل سلوك المراھق في ظل ممارسات والدیة سیئة ، وقد تمحور حول إشكالیة رئیسیة مفادھا: كیف یعیش المراھق تحت نموذج لأب غیر ملائم أو كیف یتقمص المراھق صورة الأب إن كان غیر كفء ، حیث إنبثقت عن ھذه الأخیرة طرح فرضیات أساسیة وفرعیة للإجابة عن ھذه الإشكالیة وھي : الفرضیة الأساسیة: لاضطراب الدینامیة الوالدیة الأثر في انحراف سلوك المراھق. الفرضیتین الجزئیتین:-ھناك علاقة إرتباطیة موجبة بین الأب السيء وإنحراف سلوك المراھق . - یتأثر سلوك المراھق بالإیجاب بالأب الغیر ملائم و یكون نموذج مثالي لإنحراف سلوكھ. ولتحقیق الأھداف المرجوة لھذا البحث جمعت بین الجانب النظري والجانب التطبیقي من أجل إعطاء نسقیة لھذا الموضوع حیث اشتمل الجانب النظري على ثمانیة فصول ھي كالتالي:  الفصل الأول : یتضمن تحدید مصطلحات البحث الأساسیة.  الفصل الثاني : فتمحور حول الدراسات السابقة.  الفصل الثالث : تناول مفھوم المراھقة.  الفصل الرابع : تضمن مفھوم الإنحراف.  الفصل الخامس : فتناول مفھوم العائلة.  الفصل السادس : الإجراءات المنھجیة.  الفصل السابع : دراسة الحالات.  الفصل الثامن : مناقشة النتائج. أما بالنسبة للجانب التطبیقي فإعتمدت على دراسة الحالة حیث قمت بإختیار خمسة حالات إناث وذكورلمقابلتھم ،ومن أھم الوسائل التي إعتمدتھا في ھذه الدراسة كانت عبارة عن إختبارین إسقاطیین( أختبار الروشاخ – وإختبار تفھم الموضوع ) ولقد توصلت من خلال بحثي إلى أن إنحراف سلوك المراھق یعود أصلھ إلى تقص صورة الأب السيءوتبین ذلك من خلال نتائج الإختبارین اللذین طبقا ( إختبار الروشاخ وإختبار تفھم الموضوع ) بحیث أظھر إختبار tat والروشاخ قلقا كبیرا واضطرابات علائقیة مع الوالدین وظھور العدوانیة الكامنة والنكوص الى المرحلة الطفولیة ، فكل الحالات عانت من خلل وظائفي بالنسبة لآبائھم أضف إلى ذلك خلل دور الأم بحیث لم تستطیع أن تلعب دورھا بدون سلطة أب ھذا ما أدى بثلاث حالات إلى سلوكات منحرفة والحالتین ھم في بدایة ھذا السلوك والذي عن طریقھ یعبرون عن إنتقامھم لوالدیة عجزت أن تؤدي وظیفتھا الحقیقیة. فبالتالي تحققت الفرضیتین الجزئیتین وذلك لعدم النضج العاطفي والإعاقة في الھویة والإضطراب مع الواقع والمجتمع وصعوبات في معرفة الھویة ونقص في الإھتمام بالذات وعلیھ یمكن القول بأن لإضطراب الدینامیة الوالدیة الأثر في إنحراف سلوك المراھق . وفي الأخیر ضمّ نت بحثي ببعض الإقتراحات التي تتعلق بالموضوع منھا: - الزیادة في حجم العینة والحالات والتركیز على موضوعیتھا ومصداقیتھا وإعطائھا الوقت الكافي للبحث فیھا حتى یمكن الإستفادة من البحث من جمیع جوانبھ. - إستعمال أدوات ووسائل أكثر دقة في دراسة مثل ھذه المواضیع وإعطائھا العنایة الكاملة. - استمراریة البحث والغوص في مثل ھذه المواضیع حتى تبرز أھمیتھا ودورھا في البحث النفسي والإجتماعي والإنساني بشكل أخص. - تقدیم الدعم النفسي ولإجتماعي للمراھق والوالدین على حد سواء.