إشكالية السلطة والتربية عند برتراند رسل

Abstract

الإشكالية:هل علاقة السلطة بالتربية الغاية منها إعداد المواطن الصالح أم الفرد الحر؟ ما هي السلطة؟ وما التربية؟ وأين تكمن العلاقة بينهما؟ ثم هل تربية المواطن الصالح كافية لإيجاد نظام صالح؟ وهل تربية الفرد الحر كفيلة بذلك؟وما موقف رسل من مختلف النظم السياسية والتربوية التي تتصارع حول هذا الناشئ؟ ثم آلا يمكن أن نوفق في تربية الإنسان المواطن والفرد معا؟وإلى أي مدى يعتبر هذا الطرح سليما؟ هناك علاقة وطيدة فيما بين السلطة والتربية، فالسلطة تربية للمواطن على نمط معين من السلوك من جهة، كما تمارس التربية سلطتها على الناشئين من جهة ثانية.وبما أن كل نظام يسعى إلى إرساء قواعد بقائه واستمراره، فإنه يحيط نفسه بنوع من الحماية، من خلال غرس بعض القيم والمبادئ في النشء عن طريق التربية. وقد بين التاريخ أن فكرة المواطن الصالح ليست دائما ذات فائدة، فقد تتجرع السلطة مرارة ذلك، كما قد تتذوق حلاوته،فقد يسعد النظام ويقوى من خلال طاعة المواطن العمياء،والولاء التام،وقد يتعرض هذا النظام إلى الثورة والانقلاب عليه من طرف هذا المواطن الذي أرغم وأكره منذ الصغر على إتباع تعاليم معينة،دون السماح بالمبادرات الفردية وللحريات الشخصية.وفي المقابل فإن الطرح الذي يهدف إلى إيجاد فرد متحرر من كل القيم شبيه بالطرح الأول،فقد يؤدي إلى الفوضى وطغيان البعض على البعض الآخر.وعليه يرى برتراند رسل أن التربية السليمة هي التي تجنبنا الشرور وتدفعنا إلى الخيرات،تلك التربية التي تسعى إلى إيجاد مواطن يتمتع بالحرية،ولكن ضمن ضوابط قانونية،فهي مؤسسة سياسية تهدف إلى بناء الفرد بناء ايجابيا،وهي شرط أساسي لبناء المدنية وهذا لا يتحقق إلا في ظل الحكومة العالمية.