تمثلات الشباب الجامعي للقيم السوسيو-ثقافية طلبة كلية الأدب و اللغات والعلوم الاجتماعية والانسانية جامعة معسكر أنموذجاً

Abstract

إنّ فهم طبيعة القيم عند الشباب الجامعي لا يكون إلاّ من خلال فهم التّمثلات التّي يتبنّونها حول القيم السّائدة في المجتمع من خلال تفاعلاتهم مع الآخرين والتّي تتجسّد في السّلوكات والممارسات المختلفة التّي تعبّر عن تلك القيم المختلفة، والعوامل المساهمة في بروزها كقيم الزّواج والوقت الحرّ والقيم الأسريّة والموضة والنّزعة الاستهلاكيّة التاّي استهوت أفكار الشّباب الجامعي والصّور النّمطية التّي تتمّ بها التمثّلات لهذه القيم التّي تشكّل هويّة الشّباب الجامعي وتتجسّد من خلال الممارسات اليوميّة سواء تعلّق الأمر بتلك السّلوكات الموجودة في فضاء الجامعة أو داخل محيط الأسرة. كما تعدّ القيم كموجّهات ومحرّكات للعديد من السّلوكات في ظلّ القواعد والمعايير التّي تتحدّد على إثرها طبيعة الأفعال التّي تنتج خلال التّفاعلات اليوميّة بواسطة استخدام الرّموز المختلفة التّي تحمل معاني ودلالات قيميّة متعدّدة مستوحاة من الواقع الاجتماعي المعاش، ولا يمكن فهم ومعرفة طبيعة ما يصدر من أفعال ومواقف داخل الجماعة إذا لم تفهم طبيعة هذه القيم والمحتويات التّي تتضمّنها في ظلّ مرحلة العولمة التّي شهدت في أوساط الشّباب الجامعي طغيان ثقافة الأنترنت وما تحمله من عوالم افتراضيّة وبروز ثقافة الموضة من خلال التّقاليع والأساليب الجديدة لأشكال اللّباس التّي تحمل مجموعة غير متجانسة من القيم والتّصورات تعمل على خلق نوع جديد من الممارسات الاجتماعيّة والثّقافية التّي تختلف عن ما هو موجود لدى الأجيال السّابقة، الأمر الذّي خلق نوعا من الصّراع القيمي بين الأجيال وبناء تصوّرات مختلفة وتبنّيها كأطر مرجعيّة يتمّ على إثرها إعطاء أو إصدار أحكام قيميّة حول العديد من القيم السّائدة في المجتمع التّي أخذت أبعادا وصورا متنوّعة في ظلّ الظّروف الرّاهنة التّي أفرزتها العولمة الثّقافية من خلال المضامين الإعلاميّة التّي جسّدتها وسائل الإعلام المختلفة.