الرؤية الجمالية للوجود عند جلال الدين الرومي

Abstract

اتخذت الجمالية في المنظور العرفاني شكلا لم تعهده الطروحات الجمالية الفلسفية. رغم أن العقل الفلسفي أثار إشكالات جمالية لم يستطيع الإجابة عنها عندما يبدأ البحث في الميتافيزيقا بحكم محدوديته وأقصى ما يصل إليه في هذا المجال هو الإقرار بطور يفوق إدراكه يحتاج إلى وسيلة إدراك أخرى ركز عليها العرفاء للوصول إلى الحقائق وهي القلب الذي صرحوا بإمكاناته المعرفية اللامحدودة انطلاقا من موضوعه الخارج عن الزمان والمكان مصدري كل محدودية. ويعتبر جلال الدين الرومي من الذين مثلوا المنظومة العرفانية في طروحاتها الجمالية التي ارتبطت بموقفه الأنطولوجي من مختلف القضايا. حيث تمظهر النزوع الجمالي للرومي في طروحاته المعرفية وممارسته للفنون فطغت الجمالية على رؤيته العرفانية، ورغم أن الرومي ظهر في فترة كانت لازالت الجمالية الغربية لم تتطرق إلى العديد من الإشكالات إلا أنه أثار الكثير من الإشكالات والرؤى والحلول تناولت مختلف مسائل الجمال وتعقيداته العميقة مما جعله متميزا بين الذين اشتغلوا في قضايا الجمال التي تمس الإنسان وصيرورته في هذه الحياة