التصور الفينومينولوجي للغة

Abstract

تناولت الدراسة التفسير الفينومينولوجي لمسألة اللّغة بإعتباره من أهم التفسيرات وأكثرها خصوبة وحداثة. وهو يهدف إلى حفظ الطابع الفسلفي لهذا المبحث اللغوي ولكن على أساس من منهج فلسفي خالص متميز عن طرائق البحث التقليدية في الفلسفة. وبيّنت هذه الدراسة أنّ التحليل الفينومينولوجي للّغة يختلف عن التحليل النفسي والتحليل المنطقي لها، فالتحليل النفسي يروم الوقوف على ما يجري في النفس، والتحليل المنطقي يأخذ الألفاظ من جهة كونها أطرافا في القضايا، ويتعاطى المعاني بقدر ما توصل إلى المجهول، وأمّا التحليل الفينومينولوجي فيُعَّوِلُ على دلالة اللغة ومعناها، إذ الدلالة هي جوهر الظاهرة اللغوية، وبدونها لا يتأتى للألفاظ والتراكيب وظيفة وفعالية. اعتمدت الدراسة على " إدموند هوسرل" كنموذج " فينومينولوجيا التأسيس "، الذي كرّس حياته لتعبيد الطريق إلى الفينومينولوجيا. وسعى إلى تأصيل " البِدْءُ " فكرة فلسفية تؤرخ لفلسفة مغايرة من حيث الجوهر عن كل الفلسفات السابقة. هي " فلسفة أولى " و " العلم الأخير "، تتحمل مهمتها الفينومينولوجيا. سعت الدراسة إلى البحث في إشكالية اللغة والتعبير والدلالة والمعنى وعلاقة ذلك بمنظومة العلامات على تعددها واختلاف أنواعها، وذلك في سياق المشروع الفلسفي للفيلسوف " هوسرل " . اعتمد البحث في هذه الدراسة قراءة تحليلية في عرض الأفكار، بحيث تمّ تتبع مجمل المحطات التي توقف عندها "هوسرل" متأثرًا وناقد"ا ، وتمّ تفكيك أهم المفاهيم الهوسرلية التي شكلت أبرز تمفصلات فكره وفلسفته، كما تمّ اعتماد قراءة نقدية، من خلاب تبيان أهم الفلسفات التي ارتبطت بالفينومينولوجيا، والتي خالفت في أطاريحها وتصوّراتها ما قدمه " هوسرل " في " فينوميولوجيا التأسيس" –وفي مسألة اللغة والعلامة والمعنى-، فكان بطبيعة الحال المنهج المعتمد تحليليا ونقديا.