الاقتصاد الإسلامي نظام بديل للنظام الرأسمالي

Abstract

يشهد العالم برمته أزمة مالية حادة تعتبر من أشد الأزمات التي عرفها الاقتصاد العالمي والتي بدأت بالأسواق المالية للولايات المتحدة الأمريكية لتمتد عدواها إلى الأسواق المالية في أوروبا إلى العديد من البلدان الأخرى. ولا تقتصر هذه الأزمة على البنوك أو النظام المالي فقط بل تتعداها إلى الاقتصاد الحقيقي، وهي تندرج ضمن سلسلة الأزمات المالية التي ميزت النظام الرأسمالي لأكثر من قرن، والتي زادت حدتها انطلاقا من سنوات الثمانينات مع تصاعد ظاهرة العولمة المالية بكل آلياتها من خلال تحرير أسواق رأس المال ونزع كل القيود المنظمة لها وتقليص دور الدولة في الحياة الاقتصادية، وكذلك الانفصال الواضح بين الاقتصاد الحقيقي والاقتصاد المالي، أين أصبح الاقتصاد العالمي مبني على مستندات مالية لا مقابل لها، وقيمتها مرتبطة بحجم الطلب عليها، في سيل من المضاربات من دون تسلم فعلي للموارد، هذا النوع من التعامل الذي يرفضه النظام الاقتصادي الإسلامي، والذي يعتبر أساس المشاكل المالية والمخاطر الدولية التي تهدد النظام المالي الدولي. هذه الأزمات المتعاقبة أصبحت تعد فرصة تاريخية لتقدم الاقتصاد الإسلامي كمنظومة عصرية متكاملة تلبي احتياجات البشرية في اقتصادياتها، وتجمع بين الشفافية والعدالة الاجتماعية والأمان.