Veuillez utiliser cette adresse pour citer ce document :
https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/3028
Titre: | مفهوم الحقيقة عند مارتن هيدغر |
Auteur(s): | حاج عبد الرحمن, نعيمة |
Date de publication: | 2010 |
Editeur: | Université Oran 2 MOHAMED BEN AHMED |
Résumé: | ما الذي عشناه أثناء تجربتنا الهيدغرية هذه؟ أولا، علينا أن نؤكد أن ما عشناه مع هيدغر يتحدد بقراءته للحظتين من لحظات الفكر الغربي والمتمثلة في لحظة أفلاطون ولحظة أرسطو واللذين حدث معهما نضج الفكر وتألقه من ناحية وانحرافه وتقزمه من ناحية أخرى. ثانيا، علينا أن نتذكر أننا فضلنا البحث في الفترة التي تألق فيها هيدغر أكثر وهي فترة الأستاذية، فترة ما قبل الشهرة: أي لما كان أستاذا بماربورغ ثم بداياته بفرايبورغ لما كان يقرأ النصوص الكبرى مع طلبته. ثالثا، علينا أن نتذكر أيضا أننا اشتغلنا على ستة نصوص تمتد من 1924 إلى 1932، شكلت بدورها ستة فصول. الأربعة الأولى تخص أرسطو (الباب الأول: هيدغر والآليثويين I: أرسطو والنظر الفينومينولوجي) والباقية تخص أفلاطون (الباب الثاني: هيدغر والآليثويين II: أفلاطون والنظر المنطقي)، بينا من خلالها كيف مدح فيها هيدغر الأول وكيف ذم الثاني وتوصل إلى النتائج التالية: أرسطو هو الفينومينولوجي الأول الذي عرفه تاريخ الفكر الغربي. لقد كان فينومينولوجيا قبل الفينومينولوجيا. والخطأ كل الخطأ يعود إلى المنطق التقليدي الذي لم يفهمه جيدا والذي اعتقد طوال هذا التاريخ أن أرسطو يرى في القول ومن ثمة في الحكم موضع الحقيقة الأول. كان أرسطو يضع الفرق الأنطولوجي بين الكينونة والكائن وكان يرى أن الحقيقة هي من جهة الأشياء وليست من جهة الكلمات وعلى وجه الخصوص الحكم. وكان يرى أيضا أن الحقيقة هي من جهة الدازاين الذي ينفتح على العالم فيكشف كائناته وليست من جهة كائن أسمى مفارق. بمعنى آخر، الحقيقة هي من جهة الأنطولوجيا وليست من جهة الثيولوجيا. لذلك يرى هيدغر أنه لا ينبغي الحديث عن نظرية أو مفهوم الحقيقة بل عن ظاهرة الحقيقة لأن أساس الأطروحة التقليدية للحقيقة (التطابق) هو ظاهرة الكشف والإطلاق من حجاب المتأصلة في كلمة آليثيا اليونانية. ومنه أولوية الحقيقة بما هي كشف ولا تحجب وثانوية الحقيقة بما هي تطابق ومنه أيضا أولوية النظر بما هو نواين أي النظر الفينومينولوجي وليس النظر بما هو ديانويا أي النظر المنطقي. فبلوغ الظاهرة الأصلية للحقيقة مرهون بانفتاح الدازاين. فالحقيقة هي طريقة كون هذا الأخير إمكاناته واللاحقيقة هي عند انغماسه في الحشد وحياة التوسط. لقد أعاد هيدغر النظر في العلاقة القائمة بين الوعي والموضوع معتمدا على ما يسبق هذه العلاقة والمتمثل في سلوك الدازاين. فنحن نسلك دائما سلوكا قبليا بالنسبة إلى الأشياء التي حولنا لأننا مسجلون "وجدانيا" مع الكائنات التي نوجد بالقرب منها. فالحقيقة كتطابق القائمة في الحكم يعود أصلها إلى الحقيقة المتجذرة في الكينونة-بالقرب. إن البشر يعبرون عن الكينونة، والتي سمتها هي التواري والانسحاب، في أقوالهم فتنفضح فيما يعرف بعلاقة الـ "بما هو" أو الرباط أي الرابطة ومنه ضرورة التمييز بين الحقيقة كظاهرة وبين الحقيقة القضوية والتي ليست الحقيقة في أصلها بل شكل متفرع وغير خالص منها لا غير. فالحقيقة إذاً هي الكائن كما هو في انفتاحه. ولا علاقة للحقيقة، عند أرسطو، بالمنطق أو نظرية المعرفة. أما أفلاطون، فتتبدد معه التجربة الأساسية الأولى للآليثيا بمعناها الأصلي أي الكينونة خارج الانسحاب لتقوم مقامها دقة النظر أي الحقيقة كاستقامة أو الحقيقة القضوية والتي ليست سوى المعنى الفرعي والثانوي للحقيقة في معناها الأصلي. فإذا كان أفلاطون هو الأول والأخير الذي اهتم بموضوع ماهية اللاحقيقة إلا أنه هو المسؤول الأول والأخير عن ترسيخ الحقيقة المنطقية على حساب الحقيقة الأنطولوجية. وذلكم الموقف الجديد لهيدغر من أفلاطون مغيرا رأيه فيه مقارنة بعام 1926. الخطأ عند أفلاطون يعني عدم بلوغ... أي عدم إدراك المحمول المناسب (كما رأينا في ثياتيتوس). أن نخطئ يعني اللاصواب واللا استقامة. ولا صواب المحمول يعني لا صواب القول أي لا استقامة اللوغوس، فيصبح اللوغوس موطن الخطإ. وبما أن اللاحقيقة هي ضد الحقيقة، بالنسبة إلى أفلاطون، فيفترض أن يكون هذا اللوغوس موطن الحقيقة. ومنه، فالحقيقة هي أيضا استقامة القول وسداده. وعليه فإن أفلاطون، حسب هيدغر، هو المسؤول الأول عن تحريف وتحول المعنى الأساسي والأصلي للحقيقة مفهومة بما هي خارج الانسحاب إلى معناها المنطقي. فمع أفلاطون تتلاشى ملامح التجربة اليونانية الأولى المتمثلة في تجربة الآليثيا ليتحول النظر من عظمة الأشياء التي تقوم فيما وراء اللغة في اتجاه القول الصحيح والقول الخاطئ فتنغلق على ذاتها لتصبح أشباحا فاسحة المجال للكلمات. وذلكم أيضا رأي هيدغر في أفلاطون في هذه الفترة قبل أن يتراجع عنه في محاضرة 1964 كما بينا ذلك في مقدمة هذا البحث. وإذا كان هذا هو رأي هيدغر في أفلاطون فإن أرسطو يشكل الاستثناء في تاريخ الفلسفة الغربية بخصوص مسألة الحقيقة. تلكم هي النتيجة التي توصلنا إليها بعد قراءتنا للنصوص الهيدغرية الستة. فلقد أحسن أرسطو النظر ورأى الحقيقة في أصلها بينما أفلاطون كان يفتقد العينين السليمتين. لنتذكر قول هيدغر: إن هوسرل الذي أمدني بالعينين لم ينجح قط في رؤية فينومين الفينومينولوجيا. ومنه يمكننا استنتاج أن هيدغر كان يرى نفسه أرسطو ويرى في هوسرل أفلاطون وأنه من خلال قرائته لأرسطو وأفلاطون كان يحاور بالدرجة الأولى أستاذه هوسرل قائلا له أن الطريق الذي ينبغي أن تأخذه الفينومينولوجيا مسلكا لها هو طريق أرسطو وليس طريق ديكارت. وفي الأخير علينا أن ننبه لأمر ذو أهمية بالغة. إذا كانت المسألة الأساسية والوحيدة التي شغلت هيدغر طوال حياته هي مسألة الكينونة فلقد تطرق إليها فيلسوفنا من جوانب مختلفة تتنوع بتنوع لحظات فكره. وإذا كان بعض شراح هيدغر يرى أن فكر هذا الأخير لم يعرف تطورا أو تغييرا وأن مركزه هو الكينونة والزمان فإن البعض الآخر يعتقد أن فكر فيلسوف الغابة السوداء عرف منعطفا غير خلاله وجهة نظره وموضوعات اهتماماته. ولقد عرفت مسألة المنعطف هذه قراءات متعددة أثرناها في تحليلنا أهمها القائلة بأن المنعطف الحقيقي عند هيدغر تم سنة 1936 حين وجه نظره نحو مسألة العهد L’Ereignis وخير دليل على ذلك هو المراسلة التي تمت بين وليام ريتشاردسون وبين هيدغر. لذلك نقول أن هيدغر قد تناول مسألة الحقيقة في العديد من محاضراته ودروسه بعد عام 1932 (التاريخ الذي توقفنا عنده لمعالجة ظاهرة الحقيقة عنده) والسؤال الذي يمكن أن نطرحه الآن والذي قد يشكل محور إشكالية يحث جديد هو كالآتي: كيف عالج هيدغر مسألة الحقيقة بعد 1932 أو بالأحرى بعد 1936؟ |
URI/URL: | https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/3028 |
Collection(s) : | دكتوراه علم الاجتماع |
Fichier(s) constituant ce document :
Fichier | Description | Taille | Format | |
---|---|---|---|---|
حاج عبد الرحمن نعيمة.pdf | 5,3 MB | Adobe PDF | Voir/Ouvrir |
Tous les documents dans DSpace sont protégés par copyright, avec tous droits réservés.