Veuillez utiliser cette adresse pour citer ce document :
https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/3026
Titre: | الخطاب الصوفي في الفكر العربي الحديث و المعاصر بين الفهم المعياري و الموقف الايديولوجي - محمد عابد الجابري نمودجا |
Auteur(s): | حفیان, محمد |
Date de publication: | 2010 |
Editeur: | Université Oran 2 MOHAMED BEN AHMED |
Résumé: | إن العناوين التي اخترناها للفصول الثلاثة , دالة على النتائج التي توصلنا إليها في هذا البحث الذي حاولنا ه, صحبة شاغل معرفي يتعلق بمعيارية الخطاب الصوفي لدى المنشغلين عليه، لكنه وفي الوقت نفسه, شاغل وظيفي نهضوي، كنا قد ع برنا عنه في إشكالية البحث المثبتة في المقدمة، والتي ختمناها بما يكاد يكون دعوة مبطنة إلى التخلص من أسار الأحكام الجاهزة والمواقف ا لصنم ية تجاه الدور أن » الوظيفي للتصوف في النهض ة العربية المأمولة، وقد قلنا التصوف منظورا إليه من جهة وظيفته في المسا ر الإشكالي للنهضة العربية الحديثة، كان سؤالا ممكن ًا وإن ظل غائب ًا ومغيب ًا – لكنه الآن – في ما نرى – أصبح سؤالا ضروري ا. خاصة بعد الإفلاس الإيديولوجي والسلوكي الذي آلت إليه الحركات الإسلامية بمختلف توجهاتها وبعد انعدام الأصالة وغياب النجاعة اللتين وسمتا التي ار « العلماني التغريبي و التيار القومي معا ف " العقل النوراني في القلب الإنساني " هي ذي حصيلة التربية الروحية للأخلاق الصوفية و للسلوك الصوفي، التي اختارها 304 الطهطاوي لتكون مرشدا أمينا للناشئة و للمجتمع كك ل ، فكانت محتوى معرفيا لكتابه " المرشد الأمين "، وفي الوقت نفس ه و بحكم وظيفتها الإرشادية التقويمية، كانت مضمونا إيديولوجيا للمقررات والبرامج التعليمية . ولقد وظف الطهطاوي في كتابه " المرشد الأمين " المصطلح والمفهوم الصوفي, توظيفا معياري ا, مما يدل على عمق معرفة بالخطاب الصوفي . أما الدكتور زكي نجيب محمود وبحكم كونه " نصيرا للوضعية المنطقية إن ما أمكننا ملاحظته, هو أنه لم ,« عقل اللامعقول » " فالتصوف عنده هو ينظر إلى التجربة الصوفية الإسلامية, كتجربة متميزة ذات خصوصية متأتاة من خصوصية الدين الإسلامي ذاته ، بل نظر إليها باعتبارها جزءا لا يتجزأ من التجربة الصوفية الإنسانية العامة, في كل الديانات و الثقافات في مختلف العصور, لذلك فقد حاول "دراسة" بعض جوانب التجربة الصوفية الإسلامية, لكن بأدوات غير أدواتها, فهو يستشهد في هذا الموضوع, -أكثر- بأقوال الفلاسفة و المفكرين الغربيين, القدماء و المحدثين, لتحديد المفاهيم و المقولات و الرؤى, التي رسم بها إطار التصنيف ضمن الثنائيتين التاليتين: العقل / اللاعقل (الوجدان) 305 المعقول / اللامعقول أما الاستشهاد بأقوال علماء التصوف الإسلامي و مفاهيمه و مصطلحاته, فذاك ما تجاهله, إلا في حالات نادرة, لكنها تعكس محدودية المعرفة الصوفية لدى الدكتور زكي نجيب محمود ، فحينما يع رف التصوف لا يع رفه انطلاقا من مصادر التصوف الإسلامي المعهودة – كما تتطلبه المنهجية العلمية – بل يعرفه انطلاقا من تعريف الفلاسفة الغربيين, الذين يهتمون بتصوف آخر غير التصوف الإسلامي ، فيقرنونه بالوجدان و الحدس والغريزة ، ويعتمد في ذلك خاصة على كتاب بتراند رسل"التصوف و المنطق" . وحينما يتحدث عن "خصائص التصوف " التي يحددها ب "أربع خصائص, لم يذكر المصدر الذي أخد عنه هذه الخصائص, والتي هي خصائص عامة لا تصدق على التصوف الإسلامي إلا في بعض جزئياتها ، وهي خصائص, في عمومها أقرب إلى مقولات علم النفس منها إلى مقولات علم التصوف. ومعلوم أن مصادر التصوف الإسلامي وضعت للتصوف وللصوفي, تعاريف كثيرة - لأنها تعبير عن أحوال ومواجيد ومقامات-، فابتسر(الدكتور) كل تلك الأحوال والمواجيد و المقامات وما فيها من مكابدات ومجاهدات بتوصيف فيه ما فيه من "اللاعلمية" و "اللاموضوعية" ، ولقد دل ذلك على 306 قصور معرفته بالتصوف الإسلامي : مصطلحا، وتاريخا. ومصادر وأعلاما، ولقد ظهر ذلك جليا حينما اتخذ الغزالي نموذجا للإدراك الصوفي الذي يستمد التي هي زيتونة يكاد »" شعلته من نبع باطني ذاتي مثل " الشجرة المباركة لكنه لم يستطع دراسته انطلاقا من هذا ،« زيتها يضيء ولو لم تمسسه نارا التحديد، لذلك التجأ إلى المماثلة بينه وبين ديكارت وبيكون ودافيد هيوم، انطلاقا من مباحث لا علاقة لها بتجربة الإدراك الصوفي عند الغزالي. أما الدكتور محمد عابد الجابر ي , فقد حشر التصوف الإسلامي في زمرة اللامعقول ، وتحدث عنه بوصفه عرفانا – بالمعنى الايطالية missine الذي اقره الباحثون الاختصاصيون بمدينة ميسي ن سنة 1966 – وألحقه بما اعتبره أصلا له ,و هو : الهرمسية (الصابئة ) غير أن هذا الحكم الاطلاقي ، المسيج بسياج الابيستيمولوجيا الصارم ، ف وت على الجابري, وعلى مشروعه الواع د , قراءة معرفية ,هادئة للتراث الصوفي ، إنطلاقا من فهم معيار ي لمفاهيمه و مصطلحات ه , و من مقاربة علمية للتجارب الصوفية السلوكية . و الحقيقة ، أن الجابري لم يقرأ الخطاب الصوفي الاسلامي -إنطلاقا من" القاعدة الذهبية " (قراءة اللفظ قبل قراءة المعنى ) -التي 307 جعلها ثابتا من ثوابت منهج ه , من أجل ضمان قراءة موضوعية للتراث- ، بل قرأه ب أحكام مسبقة ، موجهة – ايبيستيمولوجي ا- من مناصرته "لقضايا العقل " و"انحيازه للعقلانية" – كما اعترف هو بذل ك - , و موجه -إيديولوجيا- من" التزاماته" القومية, كونه منتمي ًا إلى التيار القومي العروبي, "المنشغل بقضايا الامة العربية و نهضتها ", لذلك فقد وجدنا الجابري حريصا كل الحرص على أن لا ي ؤ صل لل تصوف الاسلامي الا خارج المجال الإنتاجي للعقل العربي - في الجاهلية و في الإسلام - ومن هنا, يغدو " التصوف في نظره غريب ا - ليس فقط - عن العقل العربي, بل غريبا عن المك ان العربي و عن الزمن العربي كذلك. فهو "آخر" الذات العربية, لكنه "الآخر " المتماه ي - إسلامي ا- مع الذات, و من هنا كانت خطورته – تاريخي ا- ضد الدولة العربية الأموية – القومية- من حيث أنه كان حركة "ديني ة" للقومية الفارسي ة , المعادية للأمة العربي ة , تحت جلباب التش يع لآل البيت .واستمرت خطورته تاريخيًا و آنيًا على العقل العربي , حيث أصبح متماهيا أكثر 308 مع المذاهب السنية, منذ المصالحة بينهما التي تحققت على أيدي أولئك الصوفيين المتكلمين – السنيين - الذين نظَّ رو و دعوا إلى "أخلاق الفناء", الفناء المناقض للتوحيد, والذي هو في نهاية التحليل, شرك. هذه هي خلاصة موقف الجابري من التصوف الإسلامي - فكرا وسلوكا- وهو موقف ذو خلفية إيديولوجية واضحة . |
URI/URL: | https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/3026 |
Collection(s) : | دكتوراه علم الاجتماع |
Fichier(s) constituant ce document :
Fichier | Description | Taille | Format | |
---|---|---|---|---|
الاطروحة كاملة.pdf | 15,95 MB | Adobe PDF | Voir/Ouvrir |
Tous les documents dans DSpace sont protégés par copyright, avec tous droits réservés.