Veuillez utiliser cette adresse pour citer ce document :
https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/2973
Titre: | إشكاليـة الـذات والآخـر في الفلسفـة الغربيـة المعاصـرة يـورغن هابرمـاس نمـوذجـا |
Auteur(s): | حابـل, نذيـر |
Date de publication: | 2010 |
Editeur: | Université Oran 2 MOHAMED BEN AHMED |
Résumé: | يمكن القول إيتيقا التواصل مع الآخر عند هابرماس هي تجسيد لجهد نظري متميز يستهدف إعادة قيمة العقل الانساني المسلوبة ، من خلال إرساء معايير جديدة استمدت مقوماتها من نقد الفلسفات السابقة التي كان يعوزها العنصر الأخلاقي الإنساني وحتى في الفلسفات المعاصرة له مثل ما هو الحال مع فلاسفة الاختلاف الذين واجههم هابرماس . لقد دافع هابرماس عن الهوية الانسانية في إطار لا يهضم حقوق الآخر بقدر ما يؤسس لموقعه ويدافع عنه ، من خلال معايير أخلاقية تستهدف الإجماع والتفاهم والاتفاق وهذا عن طريق الربط بين : أفعال الكلام والممارسة ، شرط حضور العنصر الأخلاقي في جميع التشكيلات الخطابية وأنماط السلوك . إن المطالبة بتأسيس أخلاق العقل في عملية التواصل بين الذات والآخر واعتمادا على سلطة المناقشة الحرة ،من شأنه تقويض دعائم السلطات الوهمية الاستبدادية التي همشت الإنسان . وتكمن أهمية الاجتهاد الهابر ماسي في كونه أعاد السؤال الفلسفي إلى الانخراط الجدي في المجتمع الحديث ، إلا أن هذه المحاولات تبقى دوما في المستوى النظري وهذا ما يوضحه ابتعادها عن مجال الممارسة العملية الواقعية ، ولكن رغم هذا فإنها ضرورية خاصة بالنسبة للمجتمعات العربية التي تحتاج إلى بلورة مشروع فلسفي تواصلي يقوم على النقد من أجل البناء ويكون بعيدا عن السجالات والمناكفات الفكرية المؤدلجة أو التي تخدم خلفيات مذهبية أو رؤى أحادية . وللابتعاد عن منطق الأحادية والثبات والمماهاة وعبادة النصوص والأصول الأجدى بنا أن نفكر ونعمل بمنطق الخلق والتجاوز والتعدد والتركيب والتهجين والتحول علينا أن نبحث في سؤال: كيف تكون العلاقة مع الآخر المختلف على أرض الواقع وكيف نمارس خصوصياتنا وندير قضايانا وندافع عن مصالحنا كي نتمكن من العيش سويا بصورة سلمية تبادلية ، وبقدر أقل من العنف الذي يقتضيه العيش المشترك ؟ إن القراءة الصحيحة للمفاهيم توضح أن الإختلاف لم يوجد للحروب والضغائن بل وجد للتفاعل والبناء والتعاون الذي يؤدي إلى التعايش كي تتحول حالة التعايش إلى حقيقة راسخة فنحن بحاجة إلى الالتزام بالثالوث القيمي ( التعارف / التعاون والتشارك / العدالة ) . كما يضمر الإختلاف قيمة جمالية فالطبيعة ليست ثوبا واحدا وإلا صارت كئيبة موحشة والشأن ذاته بالنسبة للحياة الإنسانية ، فلا بد لهذا المنظور الجمالي أن يؤسس لقيم التفاهم والتلاقي بين الجميع حتى الإنسان ذاته ميال إلى الجميل نافر من القبيح . صحيح أن الظاهر مبدئيا يوحي بوجود مفارقة إذ : كيف نتحدث عن العيش المشترك في عالم ينوء بالاختلافات والتمايزات ؟ ولكن لابد من الرجوع إلى الذات رجوعا تصحيحا وفق قراءة صحيحة للمفاهيم ومضامينها بعقلانية معتدلة وهنا نجد أن : - أول أسس العيش المشترك يقتضي إعادة بناء العلاقة مع الأفكار والقناعات ، لأنه ليس كل من يمتلك القوة يمتلك الحق ، وكذلك ليس بالضرورة أن من يمتلك الحق يمتلك القوة التي يدافع بها عن حقه رغم أنه يحتاج بالضرورة إلى قوة تحميه من اعتداء الآخر ، هناك قوة مطلقة وحقيقة مطلقة وما يجب هو الفصل بينهما والفصل بين احتكار القوة واحتكار الحقيقة . كما يشهد الوعي بشكل عام والوعي الاجتماعي خاصة افتقاره إلى الجانب القيمي والإنساني وذلك ما يتجلى في العديد من الوسائل المفهومية والآليات التي توظف في تناول العلاقات الاجتماعية ومن ضمنها مسألة الذات والآخر ، إذن هناك ثقوب في الوعي الاجتماعي ومن أهمها : عقليات التعصب الأعمى والتطرف المؤدية إلى الأحقاد والكراهية بين المختلفين: ( فكريا،طائفيا ، دينيا، ايديولوجيا...) ولتجاوز هذه التراجيديا لابد من نبذ هذه الثقافة المغلقة والاستعاضة عنها بثقافة قيمية تبدأ من تدريب المجتمع على ثقافة ممارسة الفضيلة مع الآخر . - هذا المسعى الذي لن يكون سهل التحقق فهو يحتاج إلى ممارسة نقدية تتجه نحو الذات أولا قبل توجهها نحو الآخر ، ويحتاج كما يرى المفكر العربي علي حرب إلى ( التواضع الوجودي والتقى الفكري حيث يقر الإنسان بتناهيه وحدوده ككائن وإنسان ) لذلك ينبغي التخلي عن النعرات الهوياتية التي تشكل تهديدا ، واستبدالها برؤى نقدية تتخذ من شعار ( العيش معا ) هويتها الأساسية شرط مراعاة : التفتح ، العالمية ، المرونة ، التفاعل كضمانات تقف في وجه منطق التصادم بمختلف تجلياته ومضامينه وعناوينه ( الثقافية ، السياسية ، الطائفية ...) . ويتم التواصل مع الآخر من خلال استشراف جملة من الآفاق أهمـها : - ممارسة الحوار عمليا لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تسبب التباعد في فهم الآخر . - البحث عن آليات تكفل مخاطبة الآخر باللغة التي يفهمها مع مراعاة أسلوب التفكير الذي يأخذ به في تقويمه للأمور والاعتدال والعدل في التعامل مع الآخر . - طرح السؤال ماذا يريد منا الآخر من شأنه الوقوف على متطلبات كل طرف ، وهذا ما يحقق أوجه التعايش دون إخلال بالثوابت والخصوصيات . - الاعتراف بالاختلاف مع الآخر كسنة كونية وظاهرة طبيعية بشرية لا يصح أن تكون سببا في ... وإنما يجب أن تستثمر في تكامل المعرفة وإثراء الساحة الإنسانية - الاحترام المتبادل وعدم ازدراء الآخر - التعاون مع الآخر من خلال برنامج عملي يحقق التواصل ويوسع آفاق التعايش - حقوق الإنسان وحرياته لا ينبغي أن تتخذ ذرائع للنيل من مقدسات الآخر وخصوصيته وثوابته - نبذ ثقافة الانتقام والقصاص الظالم اللامشروع ، لأن الانتقام ليس حقا من حقوق الإنسان . - إرساء دعائم عملية ومنطقية بواسطة آليات لا تلغي حق الاختلاف ، وفي الوقت ذاته لا تشرع الانكفاء على الذات . - نبذ السجالات والمماحكات عند حوار الهويات والأفكار ،والسعي إلى حوارات مدركة للواقع الإنساني المشترك . ويحوز التواصل جملة من الرهانات الإنسانية : قيميا ، فكريا ، عمليا ، تثقيفيا على المستوى القيمي : تتحدد قيمة الإنسان فوق جميع الأشياء . أما فكريا : فنراهن على أن الإنسان كائن مفكر وأن العالم ككل موضوع لتفكير هذا الإنسان وتجنب منطق السوق والاستهلاك وسلعنة القيم اعتمادا على عقل تواصلي حواري يستطيع أن يخرجنا من مأزق العقل الرقمي Raison dialogique Communicationnel . Raison Numérique أما عمليا : وتثقيفيا : فيمكن من تجاوز ثقافة الاحتواء والاستمالة الفكرية والحضارية ، وتحول الأنظمة الرمزية إلى مهمتها الجوهرية التثقيفية التي تستهدف الفهم البينثقافي هذه النقاط التي يفتقر إليها العالم الإنساني اليوم والتي نأمل دوما في إنزالها من المستوى النظري إلى مجال الممارسة اليومية ، وخاصة في العالم العربي والإسلامي الذي يشهد تشهد مجتمعاته مختلف مظاهر الفوضى الناتجة عن الاختلافات التي لا تعود في حقيقتها إلى أسباب ( مذهبية ، دينية ، طائفية ، إيديولوجية ...) كما يزعم أصحابها ، بل تعود إلى وهنٍ إيتيقي.. قيمي..إنساني ، جوهره الفشل في صيغة التعامل أخلاقيا مع تلك الاختلافات بناء على رؤية حضارية تجمع بين حقيقة الاختلاف التي لا يمكن نكرانها وضرورات ومقتضيات العيش المشترك الذي لا ينبغي أن يبقى افتراضيا |
URI/URL: | https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/2973 |
Collection(s) : | ماجيستر علم الاجتماع |
Fichier(s) constituant ce document :
Fichier | Description | Taille | Format | |
---|---|---|---|---|
Nouveau document.pdf | 1,91 MB | Adobe PDF | Voir/Ouvrir |
Tous les documents dans DSpace sont protégés par copyright, avec tous droits réservés.