Veuillez utiliser cette adresse pour citer ce document : https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/1692
Titre: أثر السياسة الخارجية الأمريكية على توجهات السياسة الإيرانية والسعودية (1989-2005) -دراسة مقارنة-
Auteur(s): بلحاج, الهواري
Date de publication: 2005
Editeur: Université d'Oran 2 MOHAMED BEN AHMED
Résumé: يمكن القول مثلما درسنا في هذا الموضوع بأنه لا يوجد تعريف جامع ومانع لمفهوم السياسة الخارجية،وذلك راجع لتعدد الزوايا والمنظارات التي ينظر من خلالها كل مفكر أو باحث يريد أن يعطي مفهوما لظاهرة السياسة الخارجية،فهناك من يرى بأنها تقتصر على النشاط الخارجي للدولة،واخرون يرون بأنها تتجسد في صنع القرارات السياسية الخارجية وغيرها. وقد تعددت نظريات السياسة الخارجية،وكل نظرية تنظر لظاهرة السياسة الخارجية من جانب معين،ومنها ماهي تقليدية وأخرى حديثة.ونفس الشيء بالنسبة للقرار السياسي الخارجي. وقد كان للسياسة الخارجية الأمريكية عقب نهاية الحرب الباردة توجه جديد،وذلك راجع لكون موازين القوى قد تغيرت بعدما كان النظام الدولي ثنائي القطبية وأصبح بعد انهيار الإتحاد السوفياتي أحادي القطبية،وخلا الجو لواشنطن،وعملت بفضل هذه التحولات الدولية على تكييف منطقة الخليج العربي وكذا الشرق الأوسط وفق مصالحها الخاصة أكثر من أي وقت مضى،وذلك منذ حرب الخليج الثانية. وما يمكن قوله أن للسياسة الخارجية الأمريكية جانبين رئيسيين،الأول:إقتصادي والثاني:أمني،ويتمثل الجانب الإقتصادي بالأساس في مصالحها النفطية في الخليج العربي وذلك من خلال إقامة الولايات المتحدة لعلاقات تجارية كبيرة مع دول المنطقة لكون الإقتصاد الأمريكي يعتمد على الطاقة،واعتبار بلدان الشرق الأوسط سوقا مربحة لتصريف المنتجات الأمريكية على اختلاف أنواعها،أما الجانب الأمني،فهي تسعى جاهدة من أجل إقامة نظام أمني تشرف عليه بصفة مباشرة،وهو قائم أساسا على تواجدها العسكري في المنطقة،والإعتماد على قوى إقليمية في المنطقة لحماية المصالح الأمريكية ومنها إسرائيل ومصر وتركيا والسعودية. وتهدف الولايات المتحدة الأمريكية ضمن إطار توجهات سياستها الخارجية في المنطقة إلى القضاء على أسلحة الدمار الشامل (البرنامج النووي الإيراني)،ومحاربة "الدول المارقة" أو "دول محور الشر" ومن ضمنها إيران التي لا تزال واشنطن تعتبرها دولة ترعى الإرهاب وتسعى للحصول على أسلحة الدمار الشامل. وقد ضخمت الولايات المتحدة الأمريكية كثيرا مما تسميه "الإرهاب الأصولي"،والذي ترى الإدارة الأمريكية الحالية بأنه يشكل تحديا حقيقيا بالنسبة لها وأن الحرب ضده ستكون طويلة (الحرب على الإرهاب)،وأن هذا يتطلب مشاركة جماعية ،وهذا ما ستكون له اثار خطيرة على دول المنطقة،لأن واشنطن تسعى من خلال كل هذا إلى الحفاظ علة مصالحها وحمايتها ومواجهة القوى الكبرى الأخرى المنافسة لها من الناحية الإقتصادية،ونذكر على وجه الخصوص الإتحاد الأوروبي. ويمكن الإشارة إلى أن السياسة الخارجية الأمريكية قد أثرت ولا تزال تؤثر في التوجهات السياسية للبلدين سواء إيران أو السعودية، وذلك إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة،المباشرة تتمثل في الإتهامات والتهديدات والضغوط الأمريكية على الدولتين من أجل اتباع منهج السياسة الخارجية الأمريكية وتوجهاتها على مختلف الأصعدة والمستويات كما رأينا من خلال الدراسة والتحليل،أما الطرق غير المباشرة للتأثير الأمريكي في توجهات وسياسات الدولتين،يتجلى في بعض القضايا والمسائل التي كان للولايات المتحدة الأمريكية دور فيها ولكنها أثرت بصفة غير مباشرة في سياسات وتوجهات كل من إيران والسعودية،نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر أزمة الخليج الثانية وحرب تحرير الكويت في بداية التسعينيات،وتداعيات أحداث 11 سبتمبر 2001،وما نجم عنها،وضرب أفغانستان وكذا العراق،وغيرها من المسائل الأخرى. كما يمكن القول بأن السياسة الخارجية الأمريكية قد أثرت في المملكة العربية السعودية بصفة كبيرة إذا ما قورنت بإيران،وذلك لكون المتتبع للسياسة السعودية يلاحظ من خلال مواقف وتوجهات المملكة بأنها موالية لواشنطن ومتطابقة مع مختلف مواقفها وتوجهاتها،نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر المبادرة السعودية خلال مؤتمر القمة العربية في بيروت في مطلع الألفية الجديدة والتي تقدم بها ولي العهد السعودي الأمير "عبد الله" للتطبيع مع إسرائيل مقابل رجوع إسرائيل إلى حدود 1967،وهو مااعتبره الكثير من المراقبين بأنه بمثابة بداية حدوث تحول على مستوى السياسة الخارجية السعودية عقب أحداث 11 سبتمبر 2001،بفعل الضغوط الأمركية عليها،وموقفها من حزب الله البناني في حرب 2006 ضد إسرائيل،وانتقاد السعودية لهذا الحزب وهو ما يمكن اعتباره موقفا لكسب ود وثقة واشنطن وغيرها من المواقف السعودية الأخرى. أما في ما يتعلق بإيران،فإنه وبالرغم من الضغوط الأمريكية الكبيرة التي تمارسها عليها ،إلا أن هذه الأخيرة لا تزال تدعم فصائل المقاومة في كل من فلسطين المحتلة ولبنان،وتسعى لتطوير ترسانتها العسكرية كرد فعل من جانبها على التحرشات الأمريكية ضدها. لكن بالرغم من كل هذا يجب أن لا ننسى بأن واشنطن وخصوصا عقب نهاية الحرب الباردة قد سعت جاهدة للحد من دور إيران في محيطها الإقليمي والتقليل منه،كمشروع مد خط أنابيب الطاقة الذي كان من المقرر أن يمر عبر الأراضي الإيرانية،لكن الولايات المتحدة الأمريكية قد عرقلت المشروع،وغيرت مساره باتجاه دول الجوار في بحر قزوين ليصل إلى ميناء "جيهان" التركي. من بين أهم المجالات التي يلاحظ من خلالها التأثير الأمريكي في السياسة السعودية،هو أن القرارات السياسية وحتى الإقتصادية السعودية،تكون في غالب الأحيان متطابقة مع التوجهات الأمريكية،فعندما ترتفع أسعار البترول،تقوم السعودية بالتنسيق مع دول الأوبيك لرفع الإنتاج لكي تهبط أسعاره،وهو ما يتفق مع التوجهات الأمريكية،كما أن الولايات المتحدة مقابل ذلك تسهر على حماية وأمن النظام السعودي الذي يحقق مصالحها وما أحداث 11 سبتمبر 2001،إلا عبارة عن سحابة عابرة . من هنا يمكن القول بأن السعودية لا تزال دولة تابعة للتوجهات الأمريكية،أما إيران فقد خرجت عن دائرة النفوذ الأمريكي منذ انتصار الثورة الإسلامية بها في 1979،وقيام نظام الجمهورية الإسلامية،وما التعاون الأمريكي الإيراني بخصوص عدد من القضايا والمسائل المشتركة التي تهم الطرفين،يدخل ضمن ما يعرف بتقاطع المصالح. ومن هنا يمكن القول كذلك أن الدول الكبرى بحكم قوتها ونفوذهاالكبير تستطيع بطريقة أو بأخرى إخضاع دول صغرى لهيمنتها،وبالتالي تكون هذه الأخيرة تابعة لها ومحققة لمصالحها وتوجهاتها في غالب الأحيان. وبطبيعة الحال أي دولة مهما كانت لا بد وأن تكون لها ردود أفعال على سياسات دول أخرى حيالها،وهذا ما يتجسد في النموذجين الإيراني والسعودي،بغض النظر عن طبيعة هذه الردود،فإيران كانت أغلب ردود أفعالها مناوئة للسياسة الأمريكية والدليل على ذلك هو مواصلتها دعم حركات المقاومة في فلسطين والعراق ولبنان على الرغم من وجود تعاون بينها وبين واشنطن بخصوص بعض القضايا (الملف العراقي)،أما السعودية فكانت ردود أفعالها مطابقة للتوجهات الأمريكية وذلك باعتبار أن النظامين حليفين على الرغم مما أفرزته أحداث 11 سبتمبر 2001. ومن هنا يمكن الإجابة على فرضيات الدراسة كما يلي: -السياسة الخارجية ما هي إلا انعكاس للأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للدولة،وبالتالي فالسياسة الخارجية ما هي إلا امتداد للسياسة الداخلية وجزء من السياسة العامة للدولة. -كلما حققت السياسة الخارجية مصالحها وأهدافها كلما كانت سياسة رشيدة وناجحة. -كلما كان حجم الموارد المادية والبشرية كبيرا كلما كان أداء السياسة الخارجية جيدا،وهذا ما نجده في النموذج الأمريكي الذي بفضل قوته على كافة المستويات والأصعدة،مما مكنه من قيادة النظام العالمي. -كلما كان النظام تعدديا وديمقراطيا كلما كانت السياسة الخارجية عقلانية،ولكن ليس بالضرورة دائما،فالنموذج الأمريكي رغم كونه من أحسن النماذج في العالم إلا أنه يتعامل بمنطق القوة على المستوى الدولي،ويسعى لفرض نموذجه بالقوة وهذا ما يتنافى مع القيم والمبادئ الديمقراطية. -كلما تعقدت الأزمات كلما تأثرت السياسة الخارجية،وهذا ما نلاحظه في ما بالبرنامج النووي الإيراني وتداعياته. -كلما توفرت المعلومات اللازمة لصانع القرار السياسي الخارجي كلما زاد مستوى الأداء على مستوى السلوك السياسي الخارجي. -السياسة الخارجية للوحدات السياسية لا تحركها الأخلاق وإنما المصالح الوطنية أو القومية،وهذا ما نلمسه بالخصوص في السياسة الخارجية الأمريكية التي نلاحظ أنها تغلب المصالح الوطنية الأمريكية وتضعها فوق كل اعتبار . -كلما تحدث التوترات في العلاقات بين الدول تتبعها التأثيرات على مختلف الأصعدة،وهذا ما ميز العلاقات الأمريكية السعودية عقب أحداث 11 سبتمبر 2001،حيث أصبحت المملكة بين فكي كماشة.
URI/URL: https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/1692
Collection(s) :Magister Sciences Politiques

Fichier(s) constituant ce document :
Fichier Description TailleFormat 
المذكرة كاملة.pdf1,51 MBAdobe PDFVoir/Ouvrir


Tous les documents dans DSpace sont protégés par copyright, avec tous droits réservés.