المؤسسات الصغيرة و المتوسطة و دورها في التشغيل : دراسة مقارنة بين ولايتي معسكر و وهران

Abstract

للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة خصائص مميزة تجعلها أكثر فاعلية في استحداث مناصب الشغل، تتمثل أساسا في ارتفاع كثافة عنصر العمل وقلة رؤوس الأموال، وبالتالي انخفاض التكلفة المالية لتوفير فرص عمل، بالإضافة إلى البساطة المستوى الفني للعال وقدرتها على الانتشار في حيز جغرافي أوسع، مما يتيع فرص اكبر للتوظيف.حيث تعاني معظم دول العالم باختلاف انظمتها الاقتصادية وتباين مستوى تقدمها من ظاهرة البطالة نظرا لما ينتج عنها من أثار سلبية تنعكس على الجانب الاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسي، ولعل من أهم الاسباب التي أدت الى ارتفاع نسبة هذه الظاهرة في الجزائر تبنيها للإصلاحات الهيكلية التي باشرتها الدولة مع بداية القرن العشرين التي أثرت بشكل كبير على المؤسسات الاقتصادية العمومية ودفعتها الى التسريح الجماعي للعمالـ بسبب إعادة هيكلتها أو غلقها، وللتخفيف من حدة البطالة ومحاولة التحكم فيها لجأت السلطات العمومية لتنصيب أجهزة رسمية تهدف الى اعداد برامج توظيف العمالة وتنشيط سوق الشغل، في هذا السياق يرى الكثير من الاقتصاديين الباحثين أن تطوير المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تشجيع انشائها يعد منطلقا أساسيا لمعالجة هذه المعضلة، وهو موضوع اشكالية بحثنا المتمحور حول السؤال الرئيسي التالي: ما دور المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في خلق الشغل وامتصاص البطالة؟قد أكدت الدراسة الميدانية التي تمت على مستوى ولايتي معسكر ووهران نتائج النظرية السابقة، اذ ابرزت المساهمة الهامة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة في توفير فرص عمل، اذا توصلنا الى أن القطاع الخاص لولاية معسكر هو الاكثر فعالية في التشغيل اذ بلغت عدد المناصب المحققة في القطاع 22797 منصب ، وهذا بتوفر 5808 مؤسسة خاصة ، أما ولاية وهران فتتوفر على 17793 مؤسسة صغيرة ومتوسطة إلى غاية نهاية سنة 2010 اذ بلغت المناصب المحققة في القطاع 96942 منصب، حيث استخلصنا أن فعالية المؤسسات ص و م الخاصة في التشغيل في ولاية وهران أكبر من فعاليتها في ولاية معسكر