إستراتيجيات التعلم وأثرها على نتائج المدرسية للتلاميذ

Abstract

تهدف هذه الدراسة إلى التعرف على مدى تأثير ما يستخدمه التلميذ من تقنيات أو كفاءات مرحلية لاكتساب كفاءات نهائية أو كفاءات الإنتاج وبالتالي النجاح في الاختبارات التحصيلية. وانطلقنا من التساؤل التالي: ما هي التأثيرات التي تفرضها استراتيجيات التعلم التي يلجأ التلميذ إلى استخدامها، على نتائجه الدراسية؟ وهل يساهم النظام التعليمي في تطوير هذه الإستراتيجيات لدى التلاميذ؟ وهل يختلف الجنسان في استخدام استراتيجيات التعلم؟ تفترض الدراسة في إطار الفرضية العامة بأن نتائج التلاميذ الدراسية تتأثر بالكفاءات المرحلية التي يستخدمها التلاميذ في وضعيات التعلم. وفي سياق هذه الفرضية العامة، تعرض الباحث إلى الفرضيات الفرعية التالية: - يميل التلاميذ الأكثر تحصيلا دراسيا إلى استخدام استراتيجيات تعلم معرفية وما وراء معرفية، أكثر من التلاميذ الأقل تحصيلا دراسيا. - عدم تطور استراتيجيات التعلم من سنة دراسية لأخرى بسبب النظام التعليمي. - يوجد اختلاف بين الذكور والإناث في استخدام استراتيجيات التعلم وما يترتب عنه من تأثير على نتائجهم الدراسية وعلى كفاءاتهم. بهدف التحقق من هذه الفرضيات، قام الباحث بدراسة ميدانية على عينة مكونة من 225 تلميذا من تلاميذ السنة الثالثة، و30 تلميذا من تلاميذ السنة الأولى من التعليم الثانوي. استخدمنا أدوات القياس التالية: اختبار خارجي في مادة العلوم الطبيعية لقياس كفاءات التلاميذ وكمؤشر على نتائج التلاميذ الدراسية، كما قمنا بإعداد استبيان لقياس استراتيجيات التعلم لدى التلاميذ. بعد إجراءات التحقق من صلاحية أدوات القياس، قمنا بتطبيقه على أفراد العينة ، ثم قمنا بجمع المعطيات المتعلقة بمتغيرات الدراسة. ولتحليل هذه المعطيات، استخدم الباحث الأساليب الإحصائية التالية: 1- التحليل العاملي: لاستنتاج عوامل ضمن أبعاد استراتيجيات التعلم يحتوى عليها الاستبيان، حيث مكننا هذا التحليل من استنتاج علاقات ارتباطيه بين بعض العوامل وبعض الكفاءات لدى التلاميذ.

2 - معامل الارتباط: استخدم الباحث هذا الأسلوب الإحصائي لدراسة التغير الاقتراني بين متغيرات الدراسة. وقد استخدمنا هذه معامل الإرتباط لبيرسون لدراسة العلاقات الإرتباطية بين بعض متغيرات الدراسة، مثل: استراتيجيات التعلم و نتائج التلاميذ الدراسية. استراتيجيات التعلم وكفاءات التلاميذ. 3 - اختبار ـ ت ـ لدلالة فروق المتوسطات: استخدم الباحث اختبار ت للكشف عن دلالة الفروق بين نتائج الجنسين من حيث النتائج أو استخدام الإستراتيجيات، وخاصة لتوفر عينة الدراسة على شروط استخدام اختبار ت، كحجم العينة: 225 تلميذا، والتوزيع التكراري المعتدل لنتائج التلاميذ، سواء في الاختبار الخارجي أو في الاستبيان. 4- اختبار كا2 للدلالة الإحصائية اللابرمترية: قمنا بحساب دلالة الفروق في التكرارات أو النسب باستخدام كا2، خاصة عندما قمنا بدراسة الفروق بين أكثر من مجموعتين، مثلا: مجموعتي الناجحين وغير الناجحين ومجموعتي الذكور والإناث. أسفرت النتائج على ما يلي: 1. النتائج المتصلة بالفرضية العامة: أ- هناك ارتباط دال بين بعد الإستراتيجيات ما وراء المعرفية وبين نتائج التلاميذ الناجحين في الاختبارات التحصيلية. ب- هناك ارتباط له دلالة بين بعد الإستراتيجيات ما وراء المعرفية و بين كفاءة الحفظ. ج . كما يوجد ارتباط دال بين استراتيجيات تسيير الموارد وبين الكفاءات الخمس، أي: الحفظ والفهم والتطبيق والتحليل والتقويم. 2. أما فيما يتعلق بالفرضيات الفرعية، فأسفرت النتائج على ما يلي: أ - هناك ارتباط دال بين بعد الإستراتيجيات ما وراء المعرفية و بين نتائج التلاميذ الذين أظهروا نجاحا في الاختبار الخارجي. ب - بيّنت النتائج مساهمة النظام التعليمي في تطوير استراتيجيات التعلم المرتبطة بالتحليل في البعد المعرفي من هذه الإستراتيجيات. ج – لا يوجد فرق دال بين الذكور والإناث في استخدام استراتيجيات التعلم سواء كانت معرفية أو ما وراء معرفية أو تسيير الموارد أو الدافعية. وفي نهاية الدراسة، قدمنا توصيات تتعلق بأهمية وجود دراسات تهتم بفعالية تدريس استراتيجيات التعلم للتلاميذ، ومحاولة استنتاج أنماط للتلاميذ وفقا لكفاءاتهم و كذلك وفقا لاستراتيجيات التعلم.