ENG -تشخيص أرغونومي لانتشار الضجيج داخل المؤسسة "دراسة حالة" بالمؤسسة الوطنية للحصى

Abstract

إن موضوع الضجيج داخل بيئة العمل هو موضوع جد معقد، ويقتضي الكثير من الدقة الصبر، ولا ينبغي توحيد أساليب وقائية من دراسة وتطبيقها على كل المؤسسات، لأن لكل بيئة عمـل خصوصياتـها ومميزاتها، والضجيج يختلف من بيئة إلى أخرى، بالإضافة إلى مدّة التعرض التي هي عنصر أساسي وينبغي ضبطه عند أي دراسة لهذا المتغير. ومنه نستلزم أن ما خَلُصَ إليه الباحث في هذه الدراسة هو خاص بالمؤسسة الوطنية للحصى (ENG) محل الدراسة، ولا نستطيع تعميم هذه النتائج على مؤسسات أخرى، حتى وإن كانت متشابهة من حيث الإنتاج. لأنّ هذه الدراسة أُجريت في ظروف معينة وعلى عمّال يختلفون عن آخرين من حيث البنية الفيزيولوجية والنفسية. وعليه هذا البحث كما أشرنا في أوّل الدراسة هو "دراسة حالة". كما لا نهمل وسائل القياس، حيث أن الوسائل متعددة ومتنوعة من حيث الكفـاءة والمصداقيـة والدقة. من خلال النتائج، تبيّن أن المؤسسة تعانـي من انتشار كبير للضجيج الضّار، والذي يفوق 85dB المستوى المحدد في المفهوم الإجرائي لهذه الدراسة، كما خَلٌصَ الباحث وأثبت وجود حالات نقص السمع متفاوتة الشدّة بين أفراد العمال. وعليه اقترحنا مجموعة من الاعتبارات الأرغونومية، وبعض التعديلات لحماية بعض العمال الذين لا علاقة لمهامهم بمصادر الضجيج المتنوعة في هذه المؤسسة، حيث كانت هناك أخطاء في التصميم الأول حول مكان بعض المصالح ومنافذ الدخول إليها، الشيء الذي انعكس سلبا عليها كما تبيّن من خلال قياس الضجيج داخل هذه المصالح. وعالجنا الضجيج من مصدره من خلال طرح بعض الحلول فيما يخص تغيير بعض الآلات التي تصدر الضجيج بأخرى حديثة، كما لا ننسى التأكيد على فرض سلوك وقائي للعمّال فيما يخص ارتداء واقيات الأذن، وتوفير فترات الرّاحة للتقليل من مدّة التعرّض للضجيج. في الأخير نوصي مسؤوليّ المؤسسة على إجراء فحوص طبية معمقة، للكشف على الحالة الصحية السمعية للعمال، حتى لا يفوت الأوان عن التدخل الطبي لظاهرة النقص التدريجي للسمع.