الـــــتّصوّر في المنطق التقليدي ، دراسة في الوظائف المنطقية للتّصوّر

Abstract

إن البحث في ثنايا التصور يمثل مبْحثا منطقيا بالدرجة الأولى ، ذلك أن البحث فيه هو تنقيبٌ في الجُملة الخبرية و في الحُكْم ، و تنقيبٌ كذلك في مُرَكّبات القضية و في الاستدلال و قواعده و في أَشْكاله خاصة في صورته الأرسطية المعروفة بالقياس ، و عليه إن تشريح هذه المواد المذكورة سالفا يؤول في النهاية إلى الكشف عن الوظائف المنطقية العامة للتصور : أ – وظيفة أُولى و تمهيدية نجدها في فلسفة أرسطو و التي تناولتها مؤلفاته الفلسفية. ب- وظيفة ثانية رئيسية ، تتمحور في الحضور العام لمادة التصور و المتنوع إلى درجة التشابك ، يتمثل في خدمة معرفية تُقدمها مادة التصور لجميع أفعال العقل ابتداء من الإدراك و الفَهم إلى الحُكْم و الاستدلال ، ثم ما يلحق هذه الأفعال من مباحث منطقية أخرى ، تدخل جميعها في صميم وظائف مادة التصور، مثل : مبحث الحدود و الألفاظ و الأسماء و المقولات و الكليات و التعريفات و طرق البرهنة ، هذا الحضور الكثيف الذي يكشف عن ترابط عضوي في المنظومة المنطقية خاصة الكتب الأرسطية المعروفة "بالأورغانون" . و عليه إن بحثنا يحاول البحث عن إشكالية وجود التصور و ثم وظائفه المنطقية عبر مسار تاريخي من الفلسفات القديمة : من الهنود إلى اليونان ، ويُركز بصفة مدققة على موقف أرسطو من هذه المشكلة ، ثم يتوسع إلى باقي المواقف في الفكر المنطقي المسيحي و الإسلامي و يختتم بموقف المنطق المعاصر أو الجديد .