البعد السياسي في العرفان الصوفي ابن عربي نموذجا

Abstract

تناولت في هذه الأطروحة إشكالية البعد السياسي في العرفان الصوفي، وقد اعتمدت في إبراز هذا الجانب مقاربة واقعية تاريخية تترصد مختلف العلاقات التي أقامها المتصوفة في المجال الاجتماعي والسياسي، وانعكاسات ذلك على الطرفين معا، بحيث أنها تؤثر على طبيعة التصوف من حيث مفاهيمه وتصوراته وأهدافه باعتباره حركة في سياق اجتماعي _ سياسي. وكذلك تأثيرها على مجاله من حيث ردود الفعل التي يحدثها التصوف من خلال مواقفه وطروحاته. انطلقت هذه المقاربة، من مسلمة تاريخية بخصوص التصوف، وهي أنه حركة دينية اجتماعية ذات تأثير سياسي في مجتمع يقوم على أساس ديني في طابعه الاجتماعي والسياسي. وهذا المنطلق سمح بتأصيل كثير من المفاهيم الصوفية انطلاقا من سياقها الاجتماعي _ السياسي، وأن تقرأ من خلالها البعد السياسي للعرفان الصوفي. وأبرز تلك المفاهيم: الولاية الصوفية وتجلياتها، وكذا مفهوم القطب ووظائفه، وما تناوله ابن عربي بخصوص الإمام المهدي الذي سيظهر في آخر الزمان. وانتهيت من خلال هذه المقاربة، إلى أن التصوف، خاصة كما تأصل في خطاب الشيخ الأكبر محي الدين ابن عربي، لم يكن مجرد تألق روحي غايته تحرير الروح من أسر المادة وربطها من جديد بأصلها الإلهي، بل إنه كذلك يطرح تصورا لما يجب أن تكون عليه المدينة أو المملكة الإنسانية من حيث التدبير والغاية المرجوة منها، وأن هذه المدينة يجب أن تُدبّر وفق سياسة شرعية يتولاها الأولياء باعتبارهم الورثة الحقيقيون للنبوة، والعالمون بالحقيقية الدينية.