الطب الشعبي في المدينة

Abstract

ظاهرة العلاج بالطب الشعبي بالطب الشعبي متأصلة و متجذرة في التاريخ ، فقد عرفت عند اليونان على يد ثيوفراسطس المولود حوالي 372 ق.م. و الذي كان من أعظم تلاميذ أرسطو وتعتبر مؤلفاته من أقدم ما كتب في هذا المجال . فلقد تجاوز مرحلة جمع المعلومات عند النبات إلى دراستها لذاتها و الوقوف على حياتها في مختلف صورها و أشكالها، دون أن يفقدها أهميتها العلمية و دون ان يتجلى عن استعمالها في حاجات الإنسان الغذائية و العلاجية و تسخيرها للصحة والتمريض. الجزائر على غرار الكثير من الدول تعرف انتشارا واسعا لهذه الممارسة "الطب الشعبي". فبعد أن اقتصرت في البداية على بعض المناطق و خاصة الريفية منها ، أصبح انتشارها الآن في كل المدن من دون استثناء بما في ذلك الكبرى منها ، وبعد أن كانت تنتشر في الأسواق الشعبية فقط آو في المنازل اتخذت لنفسها الآن محلات على غرار العيادات الطبية الحديثة ، كما أننا نشهد تداول بعض الكلمات في الوسط الحضري الجزائري أي في المدينة ككلمات "التحويطة،التعويذة،الحجاب، الرقية...". و عدم قدرة الطب الرسمي الاستجابة الفورية لعلاج الكثير من الأمراض وخاصة المزمنة منها وأمام صعوبة تحمل المرض و عواقبه يطرح الطب الشعبي نفسه كبديل مشروع لعجز الطب الرسمي خاصة مع توفر نماذج النجاحات للطب الشعبي في علاج الكثير من الأمراض. و مع انتشار الطب الشعبي داخل المجتمع الجزائري و في الوسط الحضري للمدينيين على وجه الخصوص نسعى من خلال هذا العمل لمقاربة سوسيو- انتروبولوجية لمعرفة أكثر حول هذه الظاهرة. وهاته المحاولة جاءت لتسلط الضوء و تكشف عن طريق الفهم عن العوامل والأسباب التي تقف وراء استمرارية الطب الشعبي في المدينة ؟ أو حول المعنى الذي يحمله سكان المدينة للطب الشعبي مما يغذي من استمرار يته؟