منظومة التأويل في القرن التاسع عشر دراسة في استراتيجية التأويل بين كارل ماركس و لويس ألتوسير

Abstract

إن منظومة التأويل التي أقامها القرن التاسع عشر تطرح قضايــــا جديـــدة بالنسبة للفكر المعاصر ولعل ما قــام به كارل ماركس في تلك الفترة أصبحت منطلقا لفلسفات جديدة، نجد أهم محاولة في بدايــة القـرن العشرين للفيلسوف الفرنسي لويس ألتوسير الذي استطـــاع أن يكون القارئ الممتاز واستخدامـه لمناهج عديدة للتأكيد على علمية الماركسية وتبيان الجانب الفكري والعلمي لماركس وإحــداث القطيعــــة في أعمال ماركس. لكــن إذا كانت الفلسفــــة الفرنسية قـــد أخذت لنفسهــا جانبـــا ايديولوجيا فلأن الايديولوجيا التي أراد التوسير أن يدير ظهره لها هي قـــوة عنيدة صعبة المراس، ثم إذا كان ماركس قـــد وضعهم في مشكلة زيف الايديولوجيا واستحقاقها التاريخي - الاجتماعي، وفي هذا السياق نفسه بين التوسير بأنه لابد من الفصل بين الايديولوجيا والعلم مادام ذلك العلم المزعوم لم يظهر إلا بكتــاب رأس المال ومن هنا أصبحت وظيفة ألتوسر هي التميز بين ما هو علمي وما هـو ايديولوجي من منطلق أن الفلسفة لم تعـــد سوى إستراتيجية تتمثل مهمتها في النقـــد ورسم خــط التباين بين الطابع العلمي للعلوم من جهــــة والطابع الإيديولوجي من جهــــة أخرى. وفي سيـــــاق الماركسية والبنيوية بدأ بول ريكور تساؤلــــه الفلسفي في دائرة الاهتمــام التأويلي غير أنه وجد طريق إلى البنيوية ليطور مشروعه التأويلي وأكــد أنــه يوجــــد تعـــدد لقراءات النص عند فلاسفة الشك، ويزيــــد تأكيــــده بأن الواقع يؤثـــر في الايديولوجيـــا بخلاف التوسير الذي ميز بين الايديولوجيـــــا والعلم.