الأنماط الحضرية الجديدة بالمدن الصحراوية حالة مدينة غرداية

Abstract

الأنماط الحضرية الجديدة لمدينة غرداية جاءت على إثر إنشاء أقطاب جديدة للنمو الحضري بغية تخفيف الضغط عن مدنها الخمسة القابعة بالوادي وحفاظا على ما تبقـى من موروثها الحضري. حيث بادرت السلطات المحلية إلى إنشاء تجمعات حضرية جديدة كخطوة أولى سابقة من نوعها، أملاً في تخفيف الضغط السكاني و جذب الاستثمارات والزيادات السكانية لتعمير المنطقة التي كانت نتيجة طبيعية للزيادة المطردة للسكان. فاتجهت الأنظار نحو تعمير المناطق المنبسطة المتواجدة خارج نطاق الوادي، التي صحبتها مشاكل عديدة منها: مرفولوجية، تعميرية،هيكلية والسوسيو-اقتصادية، ومن النقائص التصميمية، الوظيفية، التسييرية، ومن تضييع للقيم الثقافية والهوية المحلية. وتعود المسؤولية في ذلك إلــى: 1- الصيغة الإنتاجية للمجال المبنـي للمتعاملين العموميين والخـواص، مع تجاهل الخصوصيات المحلية لدى البعض. 2- الشكل المعماري والتعميري المنتج لبعض التجمعات التي لم تأخذ بعين الاعتبار خصائص الموقع، المحيط الطبيعي والعمراني، المعطيات الثقافية، ومقاييس التعبير الجمالي والرمزي للمنطقة. على ضوء هذا، جاءت التجمعات الجديدة كتوسع مستقبلي للمنطقة على المدى المتوسط والبعيد، كأهم تجربة محلية بالمنطقة مع إشراك مختلف الفاعلين في الميدان، من جمعيات محلية وخواص الذين أظهروا براعتهم في إنتاج المجال، وبالخصوص المشاريع المنجزة من قبل الممثلين الاجتماعيين والخواص في كل من التجمع القصوري جنوب بن يزقن و النوميرات. إن المشاريع و البرامج المنجزة جنوب بن يزقن أخذت بعين الاعتبار هذه الخاصية التي يعود فيها الفضل إلى فتح مجال البناء أمام الخواص، وهذا ما لا نجده بالمشاريع التي تم إنجازها في كل من مجمعتي بوهراوة وواد نشو اللتان عرفتا إقبال محتشم لساكني المنطقة وذلك تحت تأثير عوامل وضغوط جانبية. ان نمو هذه التجمعات الحضرية الجديدة من خلال البرامج السكنية و التجهيزات ستطرح كرهان مستقبلي لدى السلطات المحلية لحل مشاكل التعمير والاندماج في المحيط الحضري، والحـد من تدهور النسيج القديم للمنطقة.