التغير السياسي بين الوسط الريفي و الوسط الحضري : دراسة ميدانية بولاية غليزان

Abstract

هذه الدراسة هي محاولة في فهم سوسيولوجيا التحول السياسي في الوسط الريفي والوسط الحضري، وفي تتبـّع مسار التنمية كإطار شامل تتحرك فيه الظواهر السياسية والاجتماعية، فكانت نقطة الموضوع الأساسية دراسة التغير السياسي بين الوسط الريفي والوسط الحضري بولاية غليزان؟ وتم تحديد وحدتين جغرافيتين مختلفتين كإطار للدراسة الميدانية الدقيقة، فكان التساؤل الرئيسي: ما هي التحولات السياسية التي ميَّزت ريف واريـــــزان ومدينة وادي ارهيو؟ لكن إذا كان مصطلح التغيّـُـــــر السياسي يتميز بالبساطة فهو ليس سهل الاستعمال، فارتأينا أنه من المناسب قبل مباشرة البحث، حلُّ مسألةٍ أوليَّة: كيف نحدد المفاهيم التي سنقوم باستكشافها ميدانيا؟. لذا وعلى طول ثلاثة فصول تم التطرق لمواضيع تختص بالمجال السياسي: كأشكال الأنساق السلطوية التي تحكم هذين المجتمعين، وتفسير كيف يتعامل أفرادهما مع السياسة، وانعكاسات التحول الديموقراطي على النشاط السياسي داخلهما. إنه عمل يستند إلى المقاربات النظرية التي يقدمها علم السياسة في تفسير الفعل السياسي و أنماط الصفة التمثيلية ونشاط الأحزاب السياسية، وهو في ذات الوقت عمل يساعد على فهم جزء بسيط من كيفية اشتغال النظام السياسي الجزائري على مستواه المحلي، عبر فهم البنى الاجتماعية-الثقافية التي تتحكم في إنتاج واستهلاك الظاهرة السياسية في وسطين متباينين ومتجاورين. و تبرز النتائج المحصَّلة أن المنطق السياسي للأفراد يشتغل وفق بنية تمثلات حول "البوليتيك" تختلف تمام الاختلاف عن المقولات النظرية أو أنظمة الخطاب العام الذي تنتجه السلطة ومختلف القوى السياسية. والنتيجة الأخرى هو وجود شرخ بين طموح "القاعدة" و إستراتيجيات "القمة" والذي بدوره سبَّب أزمةً في التواصل الديمقراطي، وأصبح بموجبه المواطن البسيط لا يؤمن بسياسات و إصلاحات دولته، وببرامج الأحزاب، و لايتفاعل معها. هذا وقد باتت مواطنته في كل مرة معرَّضة للضعف والهشاشة، وأصبح سلوكه محكومًا بجوهر داخلي "قار" يمنع الإنقطاعات الجذرية عن الممارسات التقليدية، رغم الصيغ المؤسساتية الحديثة التي تحاول الحد منه.