تأثير سعر الصرف على ميزان المدفوعات : دراسة قياسية لحالة الجزائر : 2000-2008

Abstract

يكتسي موضوع تأثير سعر الصرف على ميزان المدفوعات أهمية بالغة، ففي الوقت الذي يعتبر فيه سعر الصرف الأداة المنظمة للتبادل الدولي المعاصر، وذلك لما يوفره من تسهيلات أثناء عمليات التبادل المختلفة التي يمكن من خلالها تحويل عملة بلد إلى عملة بلد أخر و تحدد على أساسها أسعار صرف العملات، فان ميزان المدفوعات لدولة ما عبارة عن تلخيص أو سجل منظم لكل المعاملات الاقتصادية والمالية الدولية التي تتم بين المقيمين في هذه الدولة والمقيمين في بقية دول العالم خلال فترة زمنية (عادة سنة)، ومن خلال هذا الميزان يمكن للدولة معرفة مالها من حقوق وما عليها من التزامات قبل الخارج، ومن ثم تحديد دائنية أو مديونية الدولة للعالم الخارجي.وقد شهد ميزان المدفوعات الجزائري، عدة اختلالات متتالية جراء الأزمة البترولية في منتصف الثمانينات، وقد لجأت السلطات آنذاك إلى تخفيض قيمة الدينار للحد من هذه الاختلالات وإعادة التوازن لميزان المدفوعات. إلا أن هذا الإجراء لم يحقق الهدف المنشود. وقد تكررت هذه الاختلالات في السنوات الأخيرة، وهذا نتيجة للازمة المالية، التي أثرت بشكل كبير في القيمة الحقيقية للدولار، ما جعل السلطات تسعى إلى زيادة حجم الصادرات النفطية، ومحاولة ترقية الصادرات خارج المحروقات، من اجل الحفاظ على توازن ميزان المدفوعات.و من خلال الدراسة القياسية أخذنا فكرة عامة عن طبيعة العلاقة القائمة بين سعر الصرف وميزان المدفوعات، مفادها أن رصيد ميزان المدفوعات يتأثر عكسيا بتغيرات سعر الصرف، وان كان التأثر ليس كبيرا.