ترقية السياحة في المدن العتيقة بالجزائر : حالة مدينة تلمسان

Abstract

ترقية السياحة بالمدن العتيقة منهجا وأسلوبا تقوم عليه العديد من الدول التي لها حضارات عريقة،كونها تهدف إلى الإسهام في زيادة الوظائف الحضرية للمدن(مثل المدن السياحية)، بالإضافة إلى تحسين الدخل الفردي لسكانها والإطار الاجتماعي بشكل عام ،وكذلك بما تتضمنه من تنمية حضارية شاملة لكافة المقومات الثقافية والطبيعية خاصة التراث التاريخي ،ومن هنا تكون الترقية السياحية وسيلة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية للمدن. والجزائر وما تملكه من تراث عمراني عتيق، تبقى عاجزة حيث تحتل صادرتها السياحية المراتب الأخيرة خاصة في مجال السياحة الثقافية التي لها علاقة مباشرة ومتكاملة بالتراث التاريخي، لهذا جاءت دراستنا لتسليط الضوء عن الأسباب الفعلية التي ساهمت في هذه الحالة التي وصل إليها القطاع السياحي في الجزائر. فاخترنا مدينة تلمسان لاحتوائها على 70% من التراث العمراني الإسلامي الجزائري ،حيث قمنا بدراسة وتحليل النسيج العمراني العتيق بمدينة تلمسان وتحليل الوضع السياحي،فوجدنا أن الوضع السياحي القائم لا يراعي متطلبات الترقية السياحية ولا متطلبات السواح ولا يعتمد على نظرية التنمية المستدامة ذات الأبعاد الثلاثة (البيئة،المجتمع،السكان). وبذلك بنينا رؤية جزئية عن الإشكالية المطروحة واكتملت هذه الرؤية بدراسة وتحليل الوضعية الحالية للنسيج العتيق للمدينة للوصول باقتراحات وتوصيات على مسـتوى مدينة تلمسان من حيث تصنيف المعالم الأثرية والتصميم المعماري والمنظر الجمالي للمدنية وإدماجها في الوظائف الحضرية التي تؤديها المدينة (أي إنشاء وظيفة سياحية للمدينة)، وكذا توصيات على المستوى البيئي و الاجتماعي والاقتصادي ،مع خلق نوع جديد من السياحة هي السياحة الحضرية وتطوير السياحة الثقافية ،لان كل المقومات التاريخية متوفرة تحتاج فقط إلى تنظيمها وتطويريها وإدماجها في المجال الحضري للمدينة،بالإضافة إلى التخطيط السياحي على المستوى التشريعي،ودور أدوات التهيئة والتعمير وأدوات التهيئة السياحية في تنظيم المجال السياحي داخل النسيج الحضري للمدينة وأخيرا على المستوى العام، هذا الذي يساهم حسب دراستنا في وجود ترقية السياحة بالمدن العتيقة في الجزائر بشكل عام ومدينة تلمسان بشكل خاص، وبالتالي معرفة كيفية بناء إستراتيجية سياحية في الجزائر مستقبلا وفق معطيات موضوعية.