التكفل النفسي المعرفي-السلوكي باضطراب التكيف لدى نزالء مراهقين ابتدائيين

Abstract

عاجلنا من خالل حبثنا هذا مشكلة اضطراب التكيف لدى مراهقني يف حدود الثمانية عشر سنة من العمر من خالل فحص مدى فعالية برنامج تكفلي نفسي يف عالج هذا االضطراب اعتمادا على املقاربة املعرفية السلوكية،إذ مشلت عينة البحث أربعة نزالء مراهقني ابتدائيني متجانسني من حيث طبيعة اجلنحة أو التهمة و مدة العقوبة،ٱستجابوا للمقاييس التشخيصية الضطراب التكيف )حسب الدليل اإلحصائي الرابع للجمعية األمريكية للطب العقليDSM ) منذ أيام سجنهم األوىل. انطلقنا من فكرة أن الوسط العقايب يف حد ذاته يعترب عامال ضاغطا و ميكنه التسبب يف اضطراب التكيف لدى كثري من النزالء خاصة الشباب منهم )املراهقون يف حبثنا( االبتدائيون ، كما ميكن لعوامل ثانوية إحداث هذا االضطراب داخل الوسط العقايب ، و من مثل ذلك : بعد املؤسسة عن مقر السكن ، االنقطاع العالئقي مع األهل و األقارب، طبيعية اجلنحة و كيف يتصورها النزيل املراهق االبتدائي ، مدة العقوبة و مدى توفر السند االجتماعي. إشكالية البحث إذن تدور حول مدى فعالية برنامج تكفلي سلوكي-معريف يف عالج اضطراب التكيف لدى نزالء مراهقني ابتدائيني من اجل إعادة إجياد التوازن النفسي ، و التمكن من اجتياز مدة العقوبة بأقل ضغط و قلق ممكنني ،من هنا أتت فرضية البحث على النحو التايل : ي قد يكون لبرنام ج مرفو ق تكفل سلوكي-معرفي ي بإرشاد عائل فعالية في عالج اضطراب التكيف لدى نزالء مراهقين ابتدائيين. ولفحص هذه الفرضية قمنا بتصميم برنامج تكفلي سلوكي – معريف يشتمل التقنيات التالية :الرتبية النفسية )psychoéducation ، ) تقنية التحكم يف النفس كتقنية اسرتخائية ، سجل النشاطات اليومية من اجل فحص مدى تأثري سوء استثمار الوقت يف احداث القلق ، إعادة البناء املعريف ملعاجلة األفكار األوتوماتيكية السلبية و حماولة إجياد تأويالت بديلة هلا. و أخريا اإلرشاد الوالدي او العائلي )parentale guidance ) و ذلك بإقحام أولياء النزالء أفراد العينة باإلرشاد و النصح لكيفية التعامل مع أبنائهم لتحقيق نوع من السند االجتماعي . علما أن اضطراب التكيف قد يكون مصحوبا بقلق أو اكتئاب أو هبما معا فقد قمنا بتقييم درجة القلق و االكتئاب لدى احلاالت األربعة بتطبيق مقياس القلق الصريح لـ "تايلور" و الئحة االكتئاب لـ "بيك" تطبيقا قبليا و بعديا يتخللهما ) التطبيقني ( الربنامج التكفلي املعتمد يف البحث واملتمثل التقنيات املذكورة أعاله ، و ذلك ليتسىن لنا تقييم تطور اضطراب التكيف و مدى فعالية الربنامج التكفلي املعتمد استنادا كذلك إىل مالحظة السلوك العام للنزالء افراد العينة داخل املؤسسة العقابية قبل و بعد تطبيق الربنامج التكفلي .

ش يف تطبيق الربنامج التكفلي ِرع بعد انتقاء افراد العينة املتوفرة فيهم شروط: السن )مراهقون(،عدم وجود سوابق قضائية )ابتدائيون( ،االمتثال للمقاييس التشخيصية الضطراب التكيف. إذ كان اختيار التقنيات التكفلية املذكورة ألهنا – نظريا – متثل تكفلي من حيث اهنا تسمح للحالة االملام مباهية اضطرابه، طرق التكفل به و مضاعفاته احملتملة من جهة و من جهة ًّ تكامال ا -ج- أخرى متكنه من ختفيف الضغط من خالل التمرن على تقنية التحكم يف التنفس كتقنية اسرتخائية اضافة اىل العمل على توعيته بضرورة االستثمار األمثل للوقت من خالل اكتشاف حمتمل للحلقة املفرغة اليت يتخبط فيها اذ تلعب دورا بارزا يف تغذية اضطراب التكيف لديه ،ذلك من خالل مناقشة سجل نشاطاته اليومية، ليأيت دور اعادة البناء املعريف من خالل مرافقة احلالة على حتديد األفكار السلبية املمكنة ذات العالقة باضطرابه ليتم تعديلها من خالل تقنيات ثانوية يتم االعتماد عليها خالل احلصص التكفلية لتأيت يف األخري العمل اإلرشادي األبوي )العائلي( كتقنية اساسية ومكملة يف التكفل بعينة أفرادها مراهقون ال يتجاوزون سن الثامنة عشر يعنون اضطراب تكيف مع املؤسسة العقابية. بعد تطبيق الربنامج التكفلي و املقارنة بني نتائج التطبيق القبلي و البعدي لالختبارات املطبقة و باالستناد إىل مالحظة ِت سلوكا احلاالت )أفراد العينة( داخل املؤسسة العقابية قبل و بعد تطبيق الربنامج التكفلي وحالتهم النفسية و املزاجية استطعنا أن نلتمس تأثريا اجيابيا فعاال هلذا الربنامج يف التكفل باضطراب التكيف لدى احلاالت األربعة .