اشكالية العمارة و الممارسة دراسة ميدانية لثنائية العمارة و الممارسة الحضرية بوهران

Abstract

بعدما كان العقار(الأرض) یلعب دورا كبیرا في مواجھة الاستعمار الفرنسي، و في تماسك المجتمع الجزائري، أصبح العقار ( العمارة) أمام ھذه الظروف الجدیدة عنصر تفتت و تلاشي للقیم الاجتماعیة و العادات و التقالید، فھو یدعو إلى التفرد و الثأثیر على المجتمعیة و علاقات الجیرة، و بالتالي على القیم المتوارثة، فالإحباط الذي تشعر بھ الفئات الاجتماعیة من طبیعة السكن الوظیفي كما ھو موجود مقارنة مع ما ھو مؤمل، و الناشئ من القطیعة الموجودة على مستوى حركیة الفصل و الوصل في عملیة الإبداع، و المتجسدة في عمل المعماري و الحرفي البناء ، القادران على استبطان و تطبیق ما تنتظره الفئات الساكنة من المسكن، ھو الذي تسبّب في تلوث البیئة المعمرة. لقد تسبب تدھور الفضاء الحضري في تدھور العلاقات الاجتماعیة وتأزمھا في علاقتھا مع الفضاء الفیزیقي الذي لم تستطع الفئات الاجتماعیة الانسجام معھ أو الانتساب إلیھ، فتكونت حالة من العدائیة أفرزت العدید من المظاھر اللاحضریة، كانتشار الأوساخ في محیط و داخل العمارات وفي فضاءات میتة كان من المفترض لھا أن تكون مساحات خضراء تساھم في تزیین المدینة والرفع من مستوى التحضر وتقویة العلاقات الاجتماعیة، ومعنى أنھا لم تستطع الانتساب إلى ھذه الفضاءات ھو أنھا لم تتمكن من تعلیم الفضاء الفیزیقي اجتماعیا، أو أن تحولھ إلى فضاء اجتماعي (الفضاء الذي تعرف فیھ)، فبالرغم من مرور الوقت إلا أن الساكن لم یستطع قراءة التعلیمة الفیزیقیة (physique marquage (على أنھا تعلیمة اجتماعیة (sociale marquage (فالنماذج السكنیة التي بنتھا الدولة للفئات الاجتماعیة أفرزت مقاومة لأنھا لیست من المرونة بحیث تستجیب للتمثلات التي بمقتضاھا تتحرك ھذه الفئات، كما أن اختفاء الشارع من الأحیاء الوظیفیة (ZHUN (تحول إلى مصدر تفكك وعدم اندماج ذھني وفكري، فكل تنظیم للمدینة یقابلھ انسجام نفسي قوي داخل المسكن