التربية البيئية في المناهج التربوية ومدى تطبيقها للمرحلة الثانوية

Abstract

الوعي البيئي يحصل و ينتشر من خلال عدة أساليب و عبر عدة قنوات . و التربية من أهم قنواته ، و المؤسسة التعليمية من أهم وسائله . يمكن لمؤسسة التعليم الثانوي المساهمة في ذلك بالنظر لما تملكه من أدوات و وسائل ، فهي مؤسسة تعليمية تزود التلميذ بالمعارف البيئية خاصة عن طريق المناهج . و من خلال دراستنا هذه سنحاول ان نكشف عن التربية البيئية ضمن المناهج التربوية للمرحلة الثانوية حيث اخترنا مواد اللغة العربية واللغة الفرنسية واللغة الانجليزية والتربية الاسلامية والجغرافيا من منهاج المرحلة الثانوية والخاصة بالسنوات الثلاث والتي تدرس للشعب العلمية والأدبية على حد سواء . وسيكون بحثنا هذا لمعرفة درجة الوعي واتجاه سلوك تلاميذ المرحلة الثانوية نحو عناصر التربية البيئية و مدى تأثير هذه المناهج على تكوين الاتجاه نحو البيئة وكذلك التفاعل معها. وقد اخترنا عينة من 058 تلميذا وهي موزعة حسب الجنس ، المستوى الدراسي للتلميذ ، مكان الإقامة ، المستوى الاجتماعي للأب ، المستوى الاجتماعي للأم ، والمستوى التعليمي للأب.وكانت تساؤلاتنا حول ما إذا كان هذا المحتوى كاف لتكوين وعي بيئي مناسب لدى تلاميذ المرحلة الثانوية أم لا. و هل يتعامل تلاميذ هذه المرحلة مع عناصر البيئية وفقا لمكتسباتهم المعرفية ؟ وسنحاول الاجابة عن هذه التساؤلات وفق فرضيات طرحناها حيث نعمل على معرفة محتوى المناهج من عناصر بيئية وهل التلاميذ يتفاعلون مع هذه العناصر وفقا لمكتسباتهم المعرفية وان تكوين اتجاه بيئي مرتبط بوعيهم البيئي. و سنعتمد في عملنا هذا على تحليل المناهج من جهة وتوزيع استمارات على التلاميذ . والاعتماد على الطرق الاحصائية ونظام ال SPSS لتسهيل العملية . وتوصلنا الى ان المنهاج يكسب التلميذ معرفة بيئية لكنها تبقى في حاجة إلى تطوير حتى تستطيع تكوين وعي بيئي يمكن من بناء اتجاهات وبنسب عالية لدى المتعلم وتمكن أيضا من تحويل ذلك الاتجاه الى سلوك ايجابي انطلاقا من تلك المعارف التي يتلقاها. عندها نستطيع القول أن المعارف الموجودة في المنهاج هي كافية للمساهمة في تحقيق الوعي البيئي والاتجاه البيئي.