ثقافة المؤسسة و طبيعة العلاقات الإجتماعية

Abstract

تعتبر المؤسسة من وجهة نظر المقاربة السوسيولوجية ، كنظام إجتماعي ثقافي مفتوح ، يتكون من فاعلين إجتماعيين (أفراد و جماعات فرعية) ، لها خصائصها السوسيولوجية و الثقافية المختلفة عن بعضها البعض ، مصنفة في مجموعات مهنية ، ومستويات هرمية (إطارات، أعوان تحكم، منفذون) تربطهم علاقات إجتماعية ، و علاقات عمل متبادلة ، كعلاقة السلطة مثلا ، هذه العلاقات إما أن يسودها الإنسجام و الإندماج ، و التعاون من جهة ، أو التوتر والصراع من جهة أخرى ، يرجع ذلك كله إلى الإختلافات الثقافية والسوسيولوجية بين الأفراد و الجماعات ، وهو ما يطلق عليه مفهوم الثقافات الفرعية داخل التنظيم ، لذلك تحتاج المؤسسة إلى إيجاد عنصر موحد الذي يجمع بين كل هذه الثقافات الفرعية المختلفة ، بحيث تجعل الفاعلين داخلها يحملون نفس المبادئ ، وأسلوب العمل ، وإيجاد إطار قيمي ومرجعي واحد ومشترك ، هذا ما يطلق عليه علماء الإجتماع بـ ثقافة المؤسسة، هذه الأخيرة يتمثل دورها الرئيسي في تقوية نقاط الإلتقاء، و التقليل من نقاط الإختلاف، بحيث تعطي للأفراد أرضية مشتركة من القيم و المعايير، وطرق التصرف و التفكير، التي تسمح لهم بالعمل جماعيا بعيدا عن الإختلافات. الهدف الرئيسي من هذا البحث، أو هذه الدراسة هو: هل تعمل المؤسسة على بناء ثقافة قوية ومشتركة* ، تجمع كل هذه الثقافات الفرعية ، بحيث تخلق نوع من الإنسجام و الإندماج بين العلاقات الإجتماعية* داخل التنظيم ، أم لا؟ و ما هي القيم و الممارسات السائدة داخلها؟. لمعالجة هذا السؤال المركزي، قمنا بأخذ مؤسسة سوناطراك كنموذج للدراسة الميدانية، من خلال إحدى فروعها و هو مركب تمييع الغاز GP1Z .