"الفعل التواصلي ومفهوم السيادة عند "يورغن هابرماس

Abstract

يتضح أن مفهوم التواصل هو موضع أشكل، حتى في دلالته اللغوية وهذا أمر طبيعي وخاصة في المرحلة المعاصرة، فالفلسفات كلها كان لها اهتمام بالغ بالمصطلحات للوصول إلى نظرياتها الفلسفية، ويتجلى ذلك أكثر مع البنيوية و التفكيكية والوجودية، بخلاف ذلك نجد أن الفلسفات المذهبية وحتى النسقية والتي لا تتأثر باستخدام هذه اللعبة كالأرسطية و الكانطية وحتى الهيجلية، والتي تميل أكثر إلى النسق النظري بدل ميلها للمصطلح الانفرادي، ونرى التباين المنهجي والمعرفي الواضح في الفلسفات المعاصرة حول المصطلح – المفهوم. أما فيما يخص الفعل التواصلي عند يورغن هابرماس فتمثل في العقلانية التواصلية، بحيث اعتبر هابرماس أن إنجازه الرئيسي تطوير مفهوم ونظرية العقلانية التواصلية (Communicative Nationalité)، الذي يميزه عن التقليد العقلاني لتجديد العقلانية في بنى الاتصال اللغوي الشخصي. تقدم هذه النظرية الاجتماعية أهداف الانعتاق أو التحرر الإنساني بينما يبقى الإطار الأخلاقي الشامل. ينطلق هابرماس في مفهومه الجديد للعقلانية، من تحليل البنية الاجتماعية للعقل، وهذا ما تمخض عن نظريته في الفعل التواصلي. هذا العقل لا يمكن أن ندركه جملة واحدة، وإنما يتم تقصيه من العناصر المتحولة في التاريخ من طبقات المعنى التي يختزنها. من هنا يصبح الخطاب التواصلي مبني على آليات وألاعيب اللغة والتأويل أو على أنماط السرد وسياقات الكلام، أو على استراتيجيات المحادثة وقواعد المداولة. أما فيما يخص مفهوم السيادة عند "هابرماس" فلقد تطرق إليها في كتابه (الحق والديمقراطية بين الوقائع والمعايير)، إذ ربط السيادة بأخلاقيات المناقشة وبالديمقراطية. التشاورية التي لم تكن واضحة قبل هذا العمل. وقد ساعدته في ذلك الخلفية الفلسفية والنظرية التي اكتسبها من قبل.