تعرية السياسة الأمريكية من خلال مجهر تشومسكي وموقفه من الدين والميتافيزيقا

Abstract

لم تكن تعتقد الولايات المتحدة أنه سيأتي يوم عليها لترى أحد أبنائها يثور عليها، ويفضح سياستها، وهو الأمر الذي حدث فعلا بظهور نعوم تشومسكي أحد أهم أعلام هذا العصر، حيث تناول تشومسكي السياسة الأمريكية الداخلية والخارجية بالنقد والتحليل لمدة طويلة من الزمن، وقد كانت ثورة تشومسكي على هذه السياسة انطلاقا من فضح الدور الخطير الذي يقوم به الإعلام، حيث يؤدي إلى تنميط سلوك الفرد الأمريكي، ويجعله خاوي الشخصية، لا مبادئ تقومه ولا أسس ترشده، وهو حسب تشومسكي إنسان سهل الانقياد وسهل التغير، وكل هذا بسبب طبقة النخبة كما يسميها، كما تناول تشومسكي الكثير من القضايا مثل مفهوم الإرهاب وكذا حقوق الإنسان، وهما حسبه من صنع الولايات المتحدة التي تسعى للحفاظ عليهما وتجعلهما شعارات مهمة للحفاظ على مصالحها المادية في مختلف بقاع العالم، وتناول تشومسكي أيضا مصطلح الديمقراطية الذي يعد هو الآخر أحد أهم الشعارات الخارجية التي تستعملها الولايات المتحدة للسيطرة على العالم، وهذه الشعارات نمطية ديناميكية على حسب الحالة التي تتعامل معها أمريكا. ولتشومسكي جانب آخر وهو ما يتعلق بالحياة الدينية والميتافيزيقية حيث لاحظنا أنه ذو موقف غامض منهما، فهو لا يبدي موقفه الحقيقي منهما، بل تتراوح آراؤه في مجملها بين الرفض والقبول، وهو ما جعل العديد من المفكرين والفلاسفة يبنون انتقاداتهم على هذا الغموض الذي يكتنف جانبا لا بأس به من فكر تشومسكي.