الدعارة الخفية في المجتمع الجزائري

Abstract

استكمالا لما تّمَ التطرّق إليه في العملين السابقين، سنتناول في إطار هذا العمل الأشكال الثلاث للدعارة وهي الدعارة المرخصة، التي تمارس بناء على رخص عمل يحرّرها مدير التنظيم والشؤون العامة على مستوى الولاية، في بنايات يطلق عليها رسميا بيوت التسامح، يأوي كل بيت منها ما معدّله ثلاثين نزيلة، في كل من وهران، بشار، تندوف و سكيكدة. بالإضافة إلى الدعارة الخفية التي تشمل الدعارة الاختلافية لدى النساء والدعارة المثلية لدى الرجال، فالأولى تتسّم بالانتشار المتزايد من خلال استقطابها لنساء من فئات عمرية متباينة، والثانية نلاحظ أنّها بصدد اكتساب متزايد ومتواصل لأرضية في الفضاء العام مقارنة ب’’التهميش الذي تعكسه التمثلات السائدة’’ التي تستوقفنا بدورها لنَطّلٍع على ما يتصوره أفراد من المجتمع الجزائري، رجالا و تساءا حول الدعارة. ونهدف من خلال هذا العمل إلى خلق تراكم معرفي حول الدعارة في الجزائر، بِنّية مواصلة الأعمال الأكاديمية المنجزة سابقا، نذكر منها أطروحة سعيد سبعون الموسومة ب"تصورات الشباب الجزائري للجنسانية دراسة ميدانية لعينة من الشباب الجامعيين الحضريين"، وأطروحة بركاهم فرحاتي الموسومة ب"قراءة في التاريخ الاجتماعي للدعارة:حالة الدعارة" المسماة "أولاد نايل ببوسعادة، 1830-1962". فضلا عن إفادة الباحثين والطلبة الراغبين في دراسة الدعارة و الجنسانية بصفة عامة والإيحاء لهم بفكرة أو مجموعة من الأفكار التي نتّمناها كفيلة بإثارة اهتمامهم علميا فتُمكِنُهم من التأسيس لأفكار مشاريع بحث جديدة، كثيرة ومتعدّدة التخصّصات.