الھویة الاجتماعیة للمنظفة داخل الفضاء المھني

Abstract

موضوع دراستنا في إطار ماجستير «علم الاجتماع العمل و التنظيم» ما هو إلا محاولة وصف واقع بعض خصوصيات الهوية الاجتماعية داخل الفضاء المهني تناولنا بالبحث السوسيولوجي٬ معتمدين أساسا على التوجه الفكري لكلود دوبار CLAUDE DUBAR في دراسته لأشكال الهوية التي توضحت تاريخيا مسألتين:خصوصيات مهنة التنظيف في حد ذاتها ثم انتقلنا إلى المنظفة كهوية اجتماعية و مهنية وذلك من ناحية ثلاث زوايا تضمنت ثلاث فصول هي: 1- توضيح أهم محددات الهوية من جوانب مختلفة و الميكانيزمات التي يتم من خلالها اكتساب هذه الهوية سواء شمل ذلك الأسس الثقافية أو النفسية الاجتماعية أو الإيكولوجية كما حاولنا كذلك وصف و تحليل الإطار المكاني و هنا لم ننسى وصف و تحليل الإطار المجتمعاتي و إطار العمل و حتى التغيرات الاقتصادية والاجتماعية لهذه الفترة الزمنية. 2- محاولة فهم بصورة أفضل الفرادة الجوهريـــة لكل منظفة (إمكانية قول –من هي- بذاتها) و هو انتماء مسبقا،موروثا بالولادة، أخذ عنوان الهوية وفقا للذات. 3- تمثلات الهوية وفقا للغير انقسمت هذه التمثلات إلى نمطين: - التمثلات التي يمنحها الآخرون (الهويات حسب الآخر) - التمثلات التي تتبناها المنظفة نفسها (الهوية للذات). كشف البحث السوسيولوجي في بعض خصوصيات الهوية الاجتماعية و المهنية التي تشترك فيها عشرون منظفة على حقائق تتناقض مع تمثلات الغير نحوها. تعيش المنظفة وسط ثالوث خطير "الفقر،تدني المستوى الثقافي ،الاستغلال العائلي"، تمثل مهنتها قاعدة تدرج الهرم السلطوي و بالتالي فهي تحت خدمـة وسط مهني يضم مستخدمين محاطين بثالوث متميز عنها "تحسن المستوى السوسيواقتصادي، ارتفاع المستوى الثقافي و السلطة باختلاف درجاتها"، هذا ما يبرر الواقع المهني داخل المؤسسة المدروسة. بعد التحليل و إجراء التحقيقات مع مختلف مستويات الموظفون، تبين لنا أن السبب الرئيسي لخروج هذه المرأة إلى ممارسة هذا النوع من الأعمال يتضمن ما ورد في فحوى الفرضية الثانية، و هو وجود تحول اقتصادي تبعه تغير النموذج الثقافي. التصدعات في التوازن الاقتصادي أدت إلى تحولات أو انكسارات في أنماط الروابط الاجتماعية سمحت بتغير المعايير و النماذج الاجتماعية تولد عنها اضطرابات نسبية في النظام الرمزي السابق ، مس هذا البعد مسألة أساسية:مسألة الذاتية و السلوك النفسي و أشكال الفردانية و ما هو منتظر من كل فاعل اجتماعي.