التّشيع بين التّمذهب والولاء السياسي في المجتمع الجزائري المعاصر

Abstract

تعتبر الشّيعة و التّشيع، وما يتصّل بهما، من الألفاظ التي تداولاتها الألسن و الأقلام عبر عصور التّاريخ الإسلامي من جانبي القدح والمدح ولكننا هنا نريد شيئًا بعيدًا عن كل هذا فغايتنا تبدأ و تنتهي بالموضوعية المستندة إلى الأصول التّاريخية والعلميّة في الفكر والتحليل ما استطعنا إلى ذلك سبيلا.غير أن الحديث عن الشيعة كثر وعظم منذ احتلال العراق خاصة أنّ أغلبية المصادر ترجح أنّ سقوط نظام الرئيس صدام حسين فتح الباب للصراعات الطائفية بين الأقلية السنية و الأغلبية الشيعية في العراق كما أن اكتساب إيران، أكبر دولة شيعية، التكنولوجيا النووية زاد في حجم الغموض و الفضول بشأن تاريخ الشيعة وواقعهم، فليس من السّهل اليوم الحديث عن تاريخ محدد لدخول التيار الشيعي للجزائر إلاّ أنّ انتشار هذا المذهب بين الجزائريين يعود إلى بدايات عهد الدولة الفاطمية في القرن العاشر ميلادي .فانتشار المذهب الشّيعي في المجتمع الجزائري المعاصر، وإن كان يرى فيه بعض الجزائريين أنه حالة شاذّة بالنظر إلى أنّه لم يتعوّد على وجود طوائف مذهبية أو فقهية إسلامية متعددة، هو حقيقة قائمة وموجودة لكّنها تبقى محاطة بالحذر الشّديد و التّكتم وهذا ما دفعنا إلى انجاز هذا البحث لمحاولة تقصي الحقيقة وعرض واقع ظاهرة التّشيع في المجتمع الجزائري المعاصر وفهم مدى تغلغل هذه الظاهرة بين شرائح المجتمع.