إعتناق البربر للإسلام

Abstract

" إن اعتناق البربر الإسلام لهو إشكالية في حد ذاتها، حيث نلاحظ وجود ظاهرة فريدة من نوعها لم يشهد التاريخ مثلها ولم تتكرر في أي مجتمع من المجتمعات التي مر الفتح الإسلامي بها وتتمثل في إعتناق جل البربر الإسلام صحيح بعد فترة طويلة وهذا مقارنتا ببلاد المشرق لكن النتيجة كانت فريدة من نوعها ومذهلة، إذ أن المشرق ورغم قصر مدة الفتح الاسلامي قد أنتجت أقلية مسيحية وعلى سبيل المثال لا الحصر الأقباط بمصر والأرمن الكاثوليك ببلاد الشام وهذا لم يحدث ببلاد البربر،رغم أن هؤلاء قد دان بعضهم بالدين المسيحي وحتى أنهم ساهموا في فكر وفلسفة المسيحية ذاتها أمثال القديس أغوستين، القديس دونا وأريوس وغيرهم كثيرون. وهنا كان لزاما علينا أن لا نكتفي بسرد العمليات العسكرية المصاحبة للفتح الإسلامي في العصر الوسيط وإنما نخوض ونعمق دراستنا فيما وراء هذه الفترة وهذا لفهم معمق للأحداث وبتالي تفسير وشرح الإشكالية، إذ وجدنا أن الإنسان الأمازيغي كان خبيرا في الديانات، ومنه تأثر أثر لوجود عدة عوامل خارجية بفعل تداول وفود غزاة (الفنيقيين، الرومان، الوندال، البيزنطيون) على منطقة البربر وكذا العوامل الذاتية النابعة من خصوصية المجتمع الأمازيغي ، كلها عوامل اجتمعت لاعتناق البربر الإسلام ."