Veuillez utiliser cette adresse pour citer ce document : https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/3113
Titre: بين الدين و السياسة اشكالية السلطة في الجزائر
Auteur(s): برا ني, كلثوم
Date de publication: 2015
Editeur: Université Oran 2 MOHAMED BEN AHMED
Résumé: جاءت رسالة الاسلام بدعوة تحریر الفكر الانساني من الاعتقاد المیتافیزیقي الذي مَایَزَ بین البشر أف ا ردا و جماعات و انحرف بالعلاقات الاجتماعیة المفطورة على التضامن نحو الص ا رع و التنافس تحت تأثیر القوى المادیة المستترة تحت رداء الجهل المؤدي إلى الشرك، فكان الإیمان بالله هو الإیمان بالعدالة و المساواة و من أسلم لله فقد استسلم لقداسة القانون الطبیعي الذي یحكم الجماعات الانسانیة و منه ینتج الحق و الواجب كآلیات للتنظیم، و سواء عُبّر عنه بالسیاسي أو بالدیني فإنما المعنى واحد طالما تعلق الأمر بضبط الص ا رع و تسییر التنافس و م ا رقبة قیام السلطة كحاجة و ضرورة اجتماعیة و قوة علیا تملك مقالید السیطرة تتطرف بها و من خلال التباسها نحو الاستبداد واحتكار الم ا ركز و تسخیر الأدوار لخدمة مصالحها المادیة لا الدینیة ووقوعها في البیروق ا رطیة و الانح ا رف السیاسي، فیحدث التفاوت و اللاتكافئ بین السید والمسود المالك لوسائل الانتاج و الأجیر الغیر المالك من نتائجه تفشي مظاهر الانحلال الاجتماعي. وهنا یظهر دور الدین كمخزون شعبي لقمع جشع السلطة وتحریك الصحوة الفكریة التي ستتحكم فیها الكثیر من المتغی ا رت المتولدة عن الدینامیكیة والتغییر أشدّها فعالیة الحركة التكنولوجیة التي تحرر الانسان لیس فقط من عبودیة أخیه الانسان ولكن أیضا من ضعفه تجاه القوة المیتافیزیقیة و الطبیعیة. و بتحدّیه هذا أصبح یجادل و یعید حساباته مع إرثه الثقافي بما یتضمّنه من سیاسي و دیني یدفعه إلى ذلك نزعة علمانیة توّصل إلیها بعد أن أخفق تاریخیا في تحقیق التوازن الاجتماعي و الاقتصادي فردّ ذلك إلى التعالیم الدینیة التي یحاول الیوم إبعادها عن الممارسة السیاسیة أي إبعادها عن جهوده الخاصة. و قد أسفرت تجربته هذه عن نهضة علمیة غیّرت العدید من القناعات و حقّقت الكثیر من الانجا ا زت خاصة في العالم الغربي في فترة تواجد فیها العالم الشرقي أي الدولة الاسلامیة محصو ا ر بین سیاسة الملك و استبداد الملوك والسلاطین الذي كبّل العقول بقیود الحق الالهي و الحق النبوي و بین الخطر الاجنبي بتهدیداته الاستعماریة و الاستیطانیة و ما صاحبه في نفس الوقت من أفكار تنویریة بمفاهیم الحق و العدالة و المساواة. هو المأزق الذي كان لابد أن یخرج منه العرب و المسلمین، فتحركت أفكارهم تحت تأثیر حركة الواقع المتداخل آنذاك بین المحافظة و التجدید، بین التأصیل و التحدیث الذي سیتحول إلى إشكالیة الدیني و السیاسي و التصور العلماني بخلفیاته التعریفیة فهل هو من العلم فنقول العِ لمانیة أو هو من العالم فنقول العَلمانیة، و بین الفتحة والكسرة اختلف الفكر الاسلامي فاسحا المجال لتفشي الآفات السیاسیة و انتشار الانتهازیة خاصة بعد أن تحررت الكثیر من الأقطار العربیة و الاسلامیة من قیود الاستعمار المباشر لتقع في ب ا رثین التبعیة الاقتصادیة كمؤشر عن التخلف الحضاري الذي حاولوا تغطیته بعبا ا رت القومیة و الوطنیة واستد ا ركه بالنموذج الشیوعي والاشت ا ركي في التسییر، و إشكالیة السلطة في الجزائر بین الدین و السیاسیة 361 أدلجة الاسلام للاحتفاظ بالهویة الاسلامیة و الانتماء إلى أمة كانت تفرعت إلى طوائف و أنساب و جماعات باعدت بینها و بین حكامها الارتجالیة وسیاسة الهروب إلى الإمام، و العثور على الحلول الجاهزة دون م ا رعاة الخصوصیة الثقافیة التي قامت فیها السلطة السیاسیة على أساس المعتقد الدیني لقورن من الزمن بكل ما وقع فیه المخیال الجماعي بتواطئ الملوك و السلاطین من أع ا رف و بناء تثاقفي حاد عن تعالیم الدین الاسلامي، حاول الفكر العقلاني الیوم أن یستأصلها و لكنه یخفق في كل محاولاته لأن العقلانیة لا تعني فقط في خلفیات الص ا رع تحكیم العقل وتحریر التعالیم الاسلامیة ممّا شابها من انح ا رف، و لكن قد تعني أیضا إقصاء الدین عن السیاسة و عن و یبقى معجبا  الحیاة الاجتماعیة طالما یغیب الانتاج الخاص للنظریة العقلانیة في الفكر الاسلامي و مستوردا للفكر الغربي الذي یبعد الكنیسة المسیحیة عن السلطة و عن الدولة، أي الخطاب اللائكي الذي قابله و لا ا زل خطاب دیني إسلاموي یتبنى مفردات الكفر و الإلحاد للوقوف في وجه الزحف الثقافي نحو البلاد الاسلامیة. و هكذا یكون هذا الخطاب قد أعاد المشهد السیاسي إلى فترة ظهور الاسلام حیث حارب الكفار و أهل الشرك و الفساد، و تناسى حقب طویلة من تاریخ الدولة الاسلامیة أنجزت عبرها إرثا، في إعادة ق ا رءته تصحیح للكثیر من الاعتبا ا رت ومرجعیة للعثور على مقومات التواصل و الاستم ا رر، و هو أمر لم یغفل عنه بعض المفكرین والمحللّین و لكن الخطاب الاسلاموي یتهمهم باللائكیة مستغلا في ذلك ت ا رجع الوعي الشعبي عن فقه دینه و جهله لحیثیات تاریخ الدولة الاسلامیة، و لسنا نقصد هنا التعمیم و لكن توظیف المظاهر التي صاحبت الم ا رحل الانتقالیة و كشفت عن الف ا رغ الایدیولوجي في تنظیر الحركة الاسلامیة التي تطالب الیوم بالعودة إلى الأصل الذي یعني من وجهة نظر متعصبة الرجوع إلى نموذج الخلافة و الامامة ا رفعین شعار الحاكمیة كمفهوم لا ی ا زل یحمل التباسا من حیث ارتباط الدیني بالدنیوي، فكان هذا هو الجدل الذي یقع بین الاسلام و السلطة في إشكالیتها المزمنة عندما تناولناها في الج ا زئر أكّدت طرحا خاصا مبني على علاقة تقاطعیة بین الدین و السیاسة استمرت عبر التحولات التاریخیة تشكّلها الأع ا رف و التصو ا رت المذهبیة التي شكّلت بدورها الذهنیة الج ا زئریة محاطة بخصوصیاتها الموضوعیة تربطها بالدولة الاسلامیة عامة وبالدولة المغاربیة خاصة أي الدولة الانفصالیة لیس فقط عن الخلافة المركزیة و لكن أیضا عن التوریث التقلیدي للسلطة، انعكس ذلك على التكوین الدیني و الاجتماعي السیاسي فاختلفت ملامح الدولة الج ا زئریة بعد خروج العثمانیین منها و وقوعها مباشرة هذا لا یعني عدم وجود الكثیر من المحولات في تاریخ الفكر الاسلامي القدیم كتلك التي أسسها إخوان الصفا و المعتزلة و غیرهم و التاریخ  الحدیث مع محاولات جمال الدین و الافغاني و محمد عبده غیرهم من المصلحین المحدثین ...... إشكالیة السلطة في الجزائر بین الدین و السیاسیة 362 تحت الاستعمار الفرنسي. فمن استبداد عثماني إلى احتلال فرنسي و من نموذج إقطاعي إلى آخر أ رسمالي یتدحرج البناء القبلي و العشائري في الج ا زئر نحو الاغت ا رب الهیكلي واصطدامه بمؤسسات مستوردة تحت إك ا ره الظرف التاریخي الذي كما أدخل الج ا زئریین شعبا و نخبا مرحلة جدیدة و مختلفة من النضال السیاسي، أبعدهم كذلك مكرهین لا مخیرین عن التكوین الدیني و الاجتهاد الفقهي بسبب تخریب الادارة الفرنسیة الاحتلالیة للعدید من المرجعیات الدینیة كالزوایا و المساجد و أماكن الوقف التي كانت تحمل على عاتقها مهمة حفظ الذكر و تنشیط الفكر الدیني و الانتاج الفقهي. و بهذا الأسلوب الإقصائي بدأت البدع و الخرفات تسلّل إلى التصور الدیني و تتخلّل العبادات و السلوك الاجتماعي، و ت ا رجعت بالتعالیم الاسلامیة نحو السلبیة و الركود في الاجتهاد و التطور الفكري، فتوقف معظم أف ا رد المجتمع أكثرهم من القاعدة الشعبیة عند حدود الموروث من التصو ا رت و ما حاكته من ثقافة دینیة، لم تكن لتسمح لهم بانتاج نظریة دینیة تقدمیة عندما وقعت السلطة في أزمتها الاجتماعیة و السیاسیة و حیث كان من الموضوعي أن یوظف الج ا زئریون و كما هي الطبیعة البشریة مخزونهم العقائدي أي الاسلام الذي استمر رغم التحدیات التاریخیة كمتغیر ثابت في تحدید هویتهم وشرعنة النضال السیاسي الذي قادوه لفترة قرن وما یزید من الزمن، فاستوردوا خطابا وتكتیكا لم یولد من رحم حاجاتهم و إنما دفعت به إلیهم الصلة التي تربطهم بالدولة الاسلامیة و هو خطاب الامامة و الخلافة الذي یبتعد بطموحاته السیاسیة عن نوایا التمرّد و الثورة الانقلابیة التي لا یسعى إلیها المجتمع الج ا زئري بمختلف انطباقاته في إطار اشتباك الدیني بالسیاسي كما یوهم بذلك وجود التنظیمات باسم الاسلام و إنما هو الص ا رع الذي تفرضه المرحلة الانتقالیة من سلطة الحكم المطلق إلى سلطة الحكم الدستوري یكون الاسلام فیه متغیر ثابت في صیرورة أحكامه لا في جمودها و احتكارها لأنه یحمل من العقلانیة ما یسبق به المسلمون غیرهم من التنویریین.
URI/URL: https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/3113
Collection(s) :دكتوراه علم الاجتماع

Fichier(s) constituant ce document :
Fichier Description TailleFormat 
إشكالية السلطة في الجزائر بين الدين و السياسة.pdf3,4 MBAdobe PDFVoir/Ouvrir


Tous les documents dans DSpace sont protégés par copyright, avec tous droits réservés.