Veuillez utiliser cette adresse pour citer ce document : https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/3053
Titre: اشكالية الثقافة في الفلسفة الفينومينولوجية عنذ هوسرل
Auteur(s): جزولي, أمينة
Date de publication: 2010
Editeur: Université Oran 2 MOHAMED BEN AHMED
Résumé: لقد تمكنت الفينومينولوجيا و إلى يومنا هذا أن تكون أهم فلسفة شهدها القرن السابق (القرن العشرين)، لكوا شهدت العديد من الفتوحات داخل العديد من الحقول المعرفية، و لا يمكن استيعاب هذه الفتوحات إلا من خلال إدراك ما يميز الفينومينولوجيا من خصوبة، و مرونة من حيث تناولها لقضايا الفكر، الاجتماع، النفس، المنطق واللغة... إلخ. إذ رفضت الفينومينولوجيا و منذ أول وهلة من خلال مؤسسها هوسرل أن تكون مذهبا أو نزعة أو حتى منهجا قائما بذاته لأا أدركت مبدأ أن مثل هكذا ادعاء قد يسير ا نحو انسداد أفقها، و منه يعجل بزوالها، وفناءها شأا شأن باقي الفلسفات و المذاهب العلمية التي ادعت امتلاكها الصدق، أو الحق المطلقين. وصفها، إذ و على الرغم من وجود ''Ricoeur'' هكذا تبدو الفينومينولوجيا مجرد مدرسة مثلما يفضل ريكور مؤسسا لها إلا أنه لم يكن هوسرل أبدا مركزا يفرض أو يلزم تلامذته بإتباعها. بل كان اال مفتوح أمامهم لهذا نجد كل واحد منهم أسس رؤيته الخاصة للفينومينولوجيا من دون التشبث برؤية فكر المؤسس. على الرغم من أم كانوا جميعا ينهلون من مصدره باعتباره الرافد الذي لا يجب التنصل من أهميته. إن الفينومينولوجيا باعتبارها فلسفة ترفض الاكتمال، و التحقق لا يعني أا فلسفة ناقصة و إنما لكوا في ذاا ترفض أن تصير إلى غاية محددة حتى و عن كان هوسرل يعتبر مشروعه مرتبط بتحقيق الحلم إلا أننا نجده في النهاية يؤكد أن مثل هذا الحلم لا يمكن أبدا تحقيقه في أن تصير الفينومينولوجيا علما صارما. ذلك لأا بالإضافة إلى ذلك استفادت من النهايات الكارتية التي ميزت العديد من الترعات الفلسفية و العلمية لكوا كانت تبتغي حلم امتلاك المطلق. لقد جاءت المذكرة لتقدم بعض الإشارات المميزة للفينومينولوجيا و هي متأكدة بأا إشارات جد ناقصة للصعوبات و التي أشرت إليها في المقدمة. بالإضافة إلى أنه لا يمكنني الادعاء أنني قلت الأشياء المهمة أمام ما ينجزه أهل الاختصاص داخل الفينومينولوجيا من إنجازات طالت الممارسة العملية و شملت العديد من العلوم و الفنون. ويكمن الإسهام الذي حاولت الوقوف عنده في البحث عن أحد أبرز المفاهيم التي قدمت بصورة مغايرة، و مختلفة داخل الفينومينولوجيا على خلاف الفلسفات الأخرى. و المتمثل في مفهوم الثقافة، و على الرغم من أن عملي حاول أن يقدمه 141 بصورة مختلفة عن ذلك المقدمة داخل المقول الأنتروبولوجيا على وجه خاص. إذ هوسرل لا يحصل من الثقافة و لا ينظر إليها باعتبارها ذلك الكل المركب من فنون و علوم و أديان و عادات... و إنما نجده يتنكر و ينكر مثل هذه الرؤية، مؤكدا إمكان إخراجها و اتقائها من هذا التركيب المفتعل واقعا بديلا عنه. إذ قدم هوسرل الثقافة باعتبارها رؤية بحوثية شاملة قادرة على قيادة بشرية نحو الخلاص المأمول من الأمراض التي سببتها علوم و فلسفات عصره. يبدو إذا الالتفات على مفهوم الثقافة في بعده الهوسرلي الفينومينولوجي عنصرا أساسيا للبحث إذ يمكنني أن أجعل منه ختم للفينومينولوجيا ما إن يتحقق فعليا على مستوى الواقع و الحياة البشرية. خاصة ما ارتبط بالحياة اليومية المميزة للأفراد، و للجماعة البشرية إذ من خلال السعي الفينومينولوجي نحو بلورة مفهوما بحوثيا و شاملا للثقافة تتمكن الجماعة البشرية من العيش في محبة و تسامح؛ و ذلك لأن الثقافة في معناها الفينومينولوجي هي يقظة وإيقاضي، و هي إمعان النظر، إا الإيمان المتجدد بأهمية الفلسفة باعتبارها علما أو روحا شاملة إا حلم الأولين منذ فلاسفة الإغريق لهذا كانت الثقافة في معناها الفينومينولوجي غير مرتبطة بتطور العلوم و الفنون، و الأديان أو بتعقد هذه المظاهر. و إنما كانت بالنسبة إلى هوسرل خاصة، و بالنسبة إلى الفينومينولوجيين عموما علما يبحث في الأصول الأولى عن الإيمان الحق في قدرات الإنسان القادر وحده على إنقاذ نفسه من الانسداد الذي طال أفق ثقافته المأزومة بثقافة سطحية حاولت توزيع أوهام الموضوعية، الناكرة لأهمية البحث عن الحياة في معناها الروحي. طبعا لا يمكنني الجزم أن البحث بلغ غاياته و أهدافه الحقيقية و النهائية بالمقارنة مع ما تقدم من دراسات على الرغم من قلتها إلا أا جد أصيلة، و عميقة خاصة داخل الجامعات التونسية و المغربية، حيث نجد أسماء بدأت تنقش اسمها على سماء الفينومينولوجيا أمثال: محمد محجوب، و محسن الزراعي، و إنقزوا، و إسماعيل مصدق... و إنما الشيء الذي يمكنني تأكيده أ ن عملي يبقى مجرد إسهام يسعى من أجل التشكل مع مر الوقت. و من الممكن أن يعمق البحث فيه مستقيلا لأنني شعرت بالأهمية البالغة التي يحملها مفهوم الثقافة داخل المشروع الفينومينولوجي الهوسرلي. لكونه تصور إنساني شامل لا يلتفت بل يدير ظهره لكل الصراعات و المعارك العقائدية و الأصولية المغرقة في حروب امتلاك الحقيقة المطلقة.
URI/URL: https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/3053
Collection(s) :ماجيستر علم الاجتماع

Fichier(s) constituant ce document :
Fichier Description TailleFormat 
إشكالية الثقافة في الفلسفة الفينومينولوجية عند هوسرل.pdf1,63 MBAdobe PDFVoir/Ouvrir


Tous les documents dans DSpace sont protégés par copyright, avec tous droits réservés.