Veuillez utiliser cette adresse pour citer ce document : https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/3052
Titre: سوسيولوجيا المتقاعد في الجزائر دراسة ميدانية بمنطقة الحنايا ( تلمسان
Auteur(s): بداوي, محمد
Date de publication: 2009
Editeur: Université Oran 2 MOHAMED BEN AHMED
Résumé: التوقف عن العمل بعد مشوار طويل يظنه الناس بداية للراحة التامة، إلاّ أن العمل كان يوفر للعامل عدة أمور تجعل منه يعيش حياته بشكل عادي، و إحالته على التقاعد ما هي إلاّ إحالة على نمط معيشي متغيّر عن سابقه، و حياة أخرى لها ميزات مختلفة ككبر سنه، و زيادة وقته الحر أو وقت فراغه، تدهور صحته تغيّر العلاقات الاجتماعية الأسرية، و كذا مع أصدقاء عمله، قلّة مورده و مكانته وسط عائلته... في أوّل وهلة للتقاعد يحس العامل بأنه انفصل على أسرته، و يطرح السؤال: إلى أين أذهب؟، و كيف أعيش حياتي الجديدة؟، و أين أمضي وقتي؟ كل هذه الأسئلة و غيرها تطرح على النفس، و هي بمثابة بداية لمحاولة التكيف مع الوضع الجديد، و إذا قلنا أن المتقاعد قد توافق توافقا كليا مع حياته الجديدة، فإنه لا يتحسّر للحياة الماضية، راض بأحواله و ظروفه الحالية، و في أتمّ السعادة و البهجة، و عكس التوافق الكلّي فأغلبية المتقاعدين كبار السن يتشدّقون بحياتهم الماضية، و يتحسّرون لماضيهم و كأنه العالم المثالي. و التقاعد هو الاستمتاع بالراحة و التحرّر من المسؤوليات و الأعباء، إلاّ أن المتقاعدين يشكون من وقت الفراغ، و تدهور صحتهم نتيجة عدم ممارسة النشاطات، و كونهم في أعين المجتمع سلبيّين غير نافعين و هناك من يحاول التوافق مع هذه المرحلة باستمراره في العمل لحمايته من السن المتقدم، إلاّ أنه باستجوابنا معهم يكون العمل لتكملة النقص المادي في الغالب، و الهروب من وقت الفراغ، كآلية دفاعية ضد القلق و التوتّر. التوافق عند بعضهم يكون باهتمامهم بأعضاء الأسرة، إلاّ أنه تظهر عدّة مشاكل خاصة بملازمتهم البيت و تتبعهم لكل صغيرة و كبيرة، و تصادمهم مع أفكار جديدة من طرف أبنائهم، و تغيّر مكانتهم مع كبر سنهم، و نقص موردهم المادي، لتتراجع سلطتهم و تحكمهم في تسير أعضاء الأسرة، كما أن نظرة المجتمع لهم زيادة على الاحترام نظرة شفقة و ضعف و عدم مقدرة مما يعود عليهم بالاكتئاب و تغيّر نظرتهم للذات، و حتى أن النشاطات التي تساعد على تكيّف و توافق المتقاعد، تختلف من إنسان إلى آخر، إلاّ أنّها تنحصر على العمل الأجير غير الرسمي لقلة مورده، و نشاط تطوّعي متعلّق بالمسجد لا غير و التجوال في أحياء المدينة. بالاحتكاك لهذه الفئة و استجوابهم لاحظنا أن اهتمامهم بالجانب الديني و الروحاني كبير يلفت الانتباه و إيقانهم بدنو الموت راسخ، و مع هذه النتائج تتحقّق الفرضية الأولى بنسبة كبيرة و ليس على الإطلاق حيث: يدخل المتقاعد في مشاكل تعيق سير حياته الفردية و العائلية جراء فقدان العمل، و يفقد مكانته لعدم توافقه مع التغيّرات الحاصلة على مستوى حياته الفردية و الجماعية بعد التقاعد. تبقى هذه النتيجة نسبية و ليست مطلقة لأن الأفراد و المتقاعدين يختلفون، و تختلف ظروفهم التي يعيشون فيها، و ما يشتركون فيه هو التغيّر الاجتماعي خاصّة التحوّل الأسري و تغير أدوار أعضائها مع الزمن، أثّر في حالة التوافق عندهم و دورهم و مكانتهم التي كانوا يستمتعون بها من قبل كرب عائلة. يمكن للمتقاعد أن يضع برنامجا لمحاولة تحسين وضعيته: 1- اختيار أفضل وسيلة لاستغلال الوقت، لتجنب الضغط 2- توسيع الرؤية نحو العالم، ممّا يسمح برؤية واضحة لكافة مبادئ العمل و الحياة، من زاوية المتفرج و ليس المشارك 3- القيام بعمل ما ثانوي، يرجى منه دخل مادي أو عمل إنساني يرجوا منه الأجر و التواب من الله كون ذلك يجلب احترام المجتمع ، و يعوّض عن ما فقده بعد الإحالة على التقاعد 4- التكفّل ببعض المهام الأسرية اليومية، ممّا يخفّف و يساعد الزوجة و الأبناء، و يجعلهم يعطون للمتقاعد أهمية أكبر في الأسرة 5- محاولة إحياء أو تطوير علاقات مع الأصدقاء، و الابتعاد عن العزلة التي تؤدّي للاكتئاب 6- التعوّد على الخروج من حين لآخر، و تغيير أماكن التنقل و السفر من يوم إلى آخر 7- المحافظة على الشعائر الدينية، و التقرب من الله ليُحسّ بالطمأنينة، و يخرج من قوقعة الوسواس 8- ممارسة الرياضة حسب الاستطاعة الجسدية مع ممارسات نشاطات فكرية 9- تناول أغذية قليلة الدسم، ومنتظمة في أوقات محدّدة ليسهل الهضم، و يحافظ على الرّشاقة 10- تنظيم وقت النوم و الاستيقاظ بلا زيادة و لا نقصان. و لكون الإنسان هو كائن معقّد لا يمكن أن تحكم عليه بشكل مطلق و نهائي، فهو يخضع ليغيّر الظاهرة النفسية، و له تاريخ حياة كاملة يؤثّر على وضعية تقاعده، و كل شخص متقاعد عليه أن يخطّط لتقاعده، و ينظّم أوقاته في شيء مفيد، و يستغلّ خبرته في تنمية أهله و مجتمعه و بلده. و لعلّ السؤال الذي يتبادر إلى الذّهن فيما يخصّ فئة كبار السن و العمّال الأحرار، و الذين ليس لهم تقاعد رسمي بفسخ عقد العمل، كيف تكون فترة حياتهم ما بعد الستين سنة؟
URI/URL: https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/3052
Collection(s) :ماجيستر علم الاجتماع

Fichier(s) constituant ce document :
Fichier Description TailleFormat 
Nouveau document.pdf1,05 MBAdobe PDFVoir/Ouvrir


Tous les documents dans DSpace sont protégés par copyright, avec tous droits réservés.