Veuillez utiliser cette adresse pour citer ce document : https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/3025
Titre: الديمقراطية في ا لوطن العربي الواقع و الآفاق
Auteur(s): العسكري, زينب
Date de publication: 2010
Editeur: Université Oran 2 MOHAMED BEN AHMED
Résumé: غياب الديمقراطية في واقع الوطن العربي ليس وليد اليوم وإنما يرجع إلى الألف سنة الأخيرة أو يزيد . ومهمة الإنسان العربي اليوم هو إيجاد البدائل لكل ما هو مطروح، ولكل ما هو أحادي الطرف، و الدخول في معارك التصورات وصراع القوالب الذهنية، وإذا كنا نحاور الأعداء، فالأولى أن نتحاور فيما بيننا، وأن يكون لكل منا الحق في التعبير عن نفسه وفي أن يستمع إلى رأي الآخرين. إن الآخر ليس مجرد وهم أو خداع.فإن كنت موجودا فالآخر موجود. كلانا طرفان متساويان. علينا فقط أن ننفذ إلى جذور أزمة الديمقراطية في قوالبنا الذهنية وان نعيد بناءها بحيث تتساوى الأطراف. وغيابها له علاقة بتركيبة الوطن العربي التي تعد اللاعقلانية من أهم عناصرها، فهذه الأخيرة سادت في حياتنا بشكل ملفت، وظهرت في سلوكنا اليومي، وهي تؤدي وظيفتها خير أداء في الإبقاء على أحادية الطرف في حياتنا الثقافية وفي نظمنا السياسية . إن وجود الديمقراطية في بلداننا العربية مرتبط بوجود العقل وسيادته، وغيابها مرتبط بغيابه أو تهميش دوره في حياتنا، فإن لم يقم العقل بوظيفته المتمثلة في التحليل والنقد والتركيب والتجاوز؛ هو في حد ذاته هدم للعقل.وهذا مجسد في واقعنا اليومي إلى أبعد حد فكل المشاكل نابعة من تصورنا لها على أنها محرمة أو كما يقول علماء الاجتماع "تابو" والسلطة هي إحد ى الموضوعات المحرمة التي لا يمكن أن تكون موضوع نقاش ما، فتوقف الحوار بتوقف العقل، وأصبح تبادل وجهات النظر وتحليل الموضوعات تحليلا طبيعيا علميا بعيدا عن الأهواء أمرا مستحيلا. وتحول الحوار إلى مونولوج داخلي بين الإنسان ونفسه، وتحول حديث الآخر إلى حديث النفس، وتحولت معاني الطبيعة إلى أسرار النفس وتحول الصوت العالي إلى مواجع للنفس.لقد أصبح العقل جنونا، وانقلبت الصحة إلى مرض.وقد غذت السلطة السياسية 143 اللاعقلانية في حياتنا لأن العقل يناهض السلطة، ويكشف اللاشرعية، ويطالب بالحقوق، وينادي بالحرية، وبأنه لا سلطان على الإنسان إ ّ لا سلطان العقل ولا حجة عليه إ ّ لا البرهان والدليل، فالإنسان لا يقبل شيئا على أنه حق إن لم يثبت أمام العقل أنه كذلك . إن سيادة العقل تكشف الأوضاع الزائفة وتستعيد الحقوق، وتزعزع الأنظمة. فالعقل ثورة، وقد قضي على الإقطاع بفضل ترشيد العقل في النظم الليبرالية التي جاءت بعده.إن سيادة العقل تجعل الحوار ممكنا بين القاهر والمقهور، وتعيد إلى الطرفين علاقة التساوي، وتقضي على علاقة التسلط من طرف وتبعية الطرف الآخر. إن الديمقراطية هي احترام الرأي الآخر، والاستماع إليه، وعدم تكفيره وإدانته والوشاية به لدى السلطات وكأنه خيانة عظمى. الديمقراطية هي الاعتراف باحتمال خطأ الذات، وبأنها قد تتعلم من الآخر ، وقد يكون الآخر على صواب. تتضمن الاعتراف بحقيقة مستقلة عن الذهن يحاول الجميع الوصول إليها دون التضحية بالموضوع من أجل الذات. لا تعني الديمقراطية "حكم الشعب" بل تعني الاعتراف بوجود الآخر بجوار الأنا، وبأن الحوار بين الأنا والأنت هو الحياة . وهكذا فالديمقراطية في واقع البلدان العربية تبقى نظرية أكثر منها ممارسة نظرا لكل ما تقدم من شواهد بديهية وتجارب مشتركة لهاته الدول، غير أن في المستقبل يمكن أن تتغير هذه الصورة وتصبح الديمقراطية العربية مثالا وتجربة تدرس في الفكر السياسي الغربي والعالمي لما لا.
URI/URL: https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/3025
Collection(s) :ماجيستر علم الاجتماع

Fichier(s) constituant ce document :
Fichier Description TailleFormat 
العسكري زينب.pdf2,41 MBAdobe PDFVoir/Ouvrir


Tous les documents dans DSpace sont protégés par copyright, avec tous droits réservés.