Veuillez utiliser cette adresse pour citer ce document :
https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/3021
Titre: | اشكالية التواصل و النقد الاجتماعي عند رواد مدرسة فرانكفورت نمودج يورغن هابرماس |
Auteur(s): | ابن ناصر, الحاجة |
Date de publication: | 2010 |
Editeur: | Université Oran 2 MOHAMED BEN AHMED |
Résumé: | ذكرنا منذ البداية أن هذه الدراسة لا تهدف إلى تزكية فلسفة يورغن هابرماس أو هي "حل" لمشكلة التواصل وكيفية النقد الاجتماعي، أو الدعاية لها على أساس أنها تمثل " المستقبل الذي أمامنا"، غير أن من الواضح أن طرح هذه المسائل اتخذ مسارا محددا، وأن توصيات محددة تبدو مشمولة ضمنيا فيها أو يمكن قراءتها ضمن طياتها، وسنذكر هنا باقتضاب طبيعة ذلك المسار، لكننا سنذكر أيضا الأسباب التي تدعوا إلى أن لا يفهم على أنه مجموعة من الوصفات أو التوصيات. لا يحصل التواصل من منظور هابرماس، إلا متى ما كان مستقلا بذاته، أي متى استغنى عن الاستنادات الخارجية التي يمكن أن تغري لتعضيد الرأي،. فالتواصل الحق هو ذلك الذي لا يستند في إنتاجه للحقيقة وفي تأسيسه للمشروعية إلا على فعل التبادل البرهاني، لهذا فإدعاء الصلاحية ينبغي أن يكون تعليلا عقليا وليس استقواء مذهبيا أو سلطويا بحيث يكون الحجاج في المحصلة هو العملية التي من خلالها "تنوي إقناع مستمع كوني" باعتماد" حجج مترابطة منظمة غايتها تحصيل الإجماع والاتفاق، إذ أن قوة حجة ما داخل سياق معين تتحدد بمدى" قدرتها على إقناع (جميع) الفاعلين في عملية التواصل ." يأخذ التواصل، وبناء على هذا التحديد، دلالتين على الأقل، أولاهما معرفية: حيث لا تصبح الحقيقة مفهوما جوهريا متعاليا يدرك في "استقلاله" وتعاليه الميتافيزيقي، بل اشتغالا تفاعليا تواصليا يتحقق في المناقشة والحجاج، وفي هذا الأمر تجاوز للطرح المثالي التقليدي لمسألة الحقيقية ونزوع نحو تناول أكثر براغماتية و"تاريخية"؛ وثانيتهم ا سياسية: إذ أن المعيار في تحديد الاختيارات العامة وتدبير المصير التاريخي يصي ر موكولا إلى المجال العام وإلى التفاعل الذي يحصل بين العناصر المكونة للمجتمع الواحد، وفي هذا الأمر تجاوز للطرح التقليدي لمفهوم الديمقراطية القائم على اعتبارها مجموعة من الاختيارات السياسية "النظرية" التي تعمل جماعة ما على تطبيقها في فضاء اجتماعي وتاريخي افتراضي. على أنه ينبغي الانتباه إلى طبيعة هذا العقل و المشروع الذي نؤسس 125 له حين نعمد إلى التواصل، فالعقل التواصلي هش في جوهره وقابل لأن يتحول في أية لحظة إلى عقل قمعي أداتي كلياني، فلا ينبغي أن ننسى بأن مبرر العقل التواصلي أصلا هو كونه بديلا عن العقل الأداتي، وهو العقل الذي رأى فيه فيبر "قدر "الحداثة. لا يعني هذا الأمر الاستبعاد التام للتصور الأداتي في الفعل الإنساني، بل التمييز بين الأداتي والغائي في هذا الفعل، إذ أن هابرماس، وكما قدمنا في البدء، يميز بين نوعين من الفعل العقلاني : استراتيجي قائم على التسخير والاستخدام لأغراض منفعية؛ وتفاعلي قائم على التذاوت، وإن كان النوع الأول هو الذي يناسب العلاقة التي تقوم بين الإنسان والأشياء، كما هي في الطبيعة، فإن الثاني هو الأنسب للعلاقة التي تقوم بين الإنسان والإنسان في إطار فضاء عمومي معين. هذا التمييز من منظور هابرماس هو ما لم يستطع أي من الفلاسفة المعاصرين الذين اهتموا بموضوع الحداثة أن يحصلوه ، من ماركس إلى ماركيوز، إذ أن جميع هؤلاء أخذوا العقل باعتباره استراتيجيا فقط؛ أي أنهم لم يعتبروا فيه غير الجانب الكمي العملي. وهذا هو السبب الذي جعلهم جميعا لا يفهمون العقل الحدا ثي إلا باعتباره قوة قمعية قهرية، فاختلفوا حوله ما بين مدافع عنه، وهو يعتقد بذلك أنه يدافع عن الحداثة برمتها، وما بين ناقد رافض له، وهو ما يضطر معه إلى رفض الحداثة في مجملها. (intersubjectivité ) يتحدد التواصل بحسب هذا التعريف باعتباره تفاعلا بيني ا غايته خلق تفاهم في إطار اجتماعي محدد بين ذاتين فأكثر، والسند في فعل التواصل هذا يكون هو معايير المشروعية والتفاهم كما يحددها العقل. التواصل بهذا المعنى هو التبادل اللغوي والبرهاني الذي يتحقق في المجال العمومي، وذلك بالاحتكام إلى ضوابط أخلاقية ومنطقية متوافق عليها تضبط منهجه وغاياته. ولهذا فلا يمكن فصل التواصل عن مفهوم . (argumentation). جوهري آخر هو الحجاج أما فيما يتعلق بالعلاقات المتبادلة بين الثقافات فان هابرماس يعتقد أن الأفضل هو إنشاء اطر مؤسساتية تهدف إلى المواكبة الرسمية لأشكال الحوار التوافقي البناء والمثمر مثل مؤتمر فيينا حول حقوق الإنسان من تنظيم الأمم المتحدة. لكن هذه اللقاءت الرسمية ومهما بلغت أهمية الحوار الثقافي المتبادل على مختلف المستويات حول التفسير 126 المختلف عليه لحقوق الإنسان فإنه لا يمكنها لوحدها وقف آلية إنتاج الأفكار النمطية المهيمنة على التواصل بين ثقافات عصر العولمة. كما يشير هابرماس إلى أنه "لا يمكن الوصول إلى انفتاح للذهنيات إلا عبر تحرير العلاقات والتعاطي الموضوعي مع الإشكاليات المقلقة. وفي الممارسة اليومية للتواصل يجب العمل على بناء متواصل للثق ة. وهذا ضروري كمقدمة من اجل إن تترجم هذه الشروحات العقلانية على قياس كبير في وسائل الإعلام والمدارس وضمن العائلة. وفيما يتعلق بنا، فان التصور المعياري الذي نملكه عن أنفسنا تجاه الثقافات الأخرى هو أيضا عنصر مهم في هذا الإطار. وإذا سعى الغرب إلى إعادة النظر في صورته عن نفسه، فإنه يمكنه مثلا أن يعرف النقاط الذي يجب عليه تعديلها في سياسته كي ينظر إليها على أنها تجسد مقاربة حضاري ة. وإذا لم تتم السيطرة السياسية على الرأسمالية التي لا تعرف الأخلاقيات والحدود، فسيكون من المستحيل وقف مسيرة الاقتصاد العالمي التدميرية". يتوجه هابرماس في أعماله الاخيرة وبخاصة ف ي" نظرية فعل التواص ل" 1984-1987 )إلى فلسفة اللغة ابتغاء توسيع أساس التظرية النقدية وقد قدم أطروحة صعبة ) سنجملها في مراحل ثلاث: 1 - المرحلة الأولى: يدعو إلى ضرورة التحررمما يدعوه "بفلسفة الوع ي" التي يعني بها الفلسفة التي ترى العلاقة بين اللغة والفعل كالعلاقة بين الذات و الموضو ع) أي التحرر من منظومة الفكر التجريبي 2 - المرحلة الثانية: يمكن أن يتخذ الفعل صورتين، الفعل الاستراتيجي وفعل التواصل .الأول يتضمن الفعل الغائي العقلاني، في حين أن فعل التواصل هو ذلك الفعل الذي يرمي للوصول إلى الفهم 3 - يترتب على فعل التواصل الأولية عدة أمور: أو ً لا، العقلانية بهذا المعنى ليس مثالا نقتنصه من السماء، بل هو موجود في لغتنا ذاتها، إن هذه العقلانية تستلزم نسقًا اجتماعيًا ديمقراطيًا لا يستبعد أحدًا. 127 ثانيًا، ثمة نظام أخلاقي ضمني يحاول هابرماس الكشف عنه، وهو الأخلاق الكلية الذي لا يتوجه إلى تحليل مضمون المعايير بقدر توجهه إلى طريق ة التوصل إليها، والتوصل إليها -حسب هابرماس- يكون عبر نقاش حر عقلاني ويمكن ملاحظة أن مناقشة هابرماس للرأسمالية الحديثة تفتقد للحماس الذي اتسمت به أعمال الرعيل الأول لمدرسة فرانكفورت .فهابرماس يرى في الرأس مالية، أساسًا، مرحلة يمكن أن تنحرف فتؤدي إلى كارثة، لكنها عنده ليست شرًا مستطيرًا. ولقد ركز شأن الرعيل الأول على ظاهرة الهيمنة التقنية والعقل الأداتي السائد في هذا النظام. وحول ماركس يرى هابرماس أن الجزء المبدع لأعماله أصبح مدفونًا تحت خرسانة النزعة الأداتية والوصفية. ويرى هابرماس أن مسؤولية ذلك على عاتق ماركس نفسه، وعلى تركيزه تركيزًا شديدًا على العمل باعتباره الخاصية المميزة للبشر. |
URI/URL: | https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/3021 |
Collection(s) : | ماجيستر علم الاجتماع |
Fichier(s) constituant ce document :
Fichier | Description | Taille | Format | |
---|---|---|---|---|
ابن ناصر الحاجة.pdf | 974,77 kB | Adobe PDF | Voir/Ouvrir |
Tous les documents dans DSpace sont protégés par copyright, avec tous droits réservés.