Veuillez utiliser cette adresse pour citer ce document : https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/3019
Titre: المدرسة و المواطنة الطور المتوسط ببعض متوسطات مدينة تلمسان نمودجا
Auteur(s): رحوي, عائشة
Date de publication: 2010
Editeur: Université Oran 2 MOHAMED BEN AHMED
Résumé: تعتبر المدرسة أداة المجتمع لتحقيق الأهداف التربوية المسطرة في النظام التربوي حيث تعمل على نقل ثقافة و قيم و معتقدات المجتمع إلى المتعلم و على تنمية الجانب الإدراكي و الانفعالي والوجداني في شخصيته كما تعمل على تكوين الاتجاهات الإيجابية في نفسه، و من هنا يأتي دور المدرسة في خلق المواطن الصالح و ذلك باعتبارها إحدى المؤسسات الرسمية التي توظفها السلطة السياسية لنشر القيم العليا التي تبتغيها عند الناشئة، كما أنها تمثل بنية اجتماعية و وسطا ثقافيا له تقاليده و أهدافه و فلسفته و قوانينه التي وضعت لتتماشى و تتفق مع ثقافة و أهداف و فلسفة المجتمع الكبير كما أنها جزء من هذا الأخير تتفاعل فيه و معه و تؤثر فيه و تتأثر به، بالإضافة إلى أن المقررات الدراسية إلزامية و يدرسها كافة التلاميذ الذين يقضون فيها فترة زمنية طويلة تعد من أخصب مراحل عمر المتعلم. لذا فلا ريب أن تكون المدرسة هي أجدر الأوساط بتربية الناشئة على المواطنة و أجداها في تكريس مفهومها و قيمها عبر ما تقدمه للتلميذ من المعارف التي يتضمنها المنهاج التربوي و ما يتم تناقله من قيم و سلوكيات في إطار العلاقات الاجتماعية القائمة في المناخ المدرسي و ما يتم تعلمه من انضباط و احترام للقوانين عبر النظام المدرسي بصفته الإطار المنظم للحياة المدرسية، فبمساهمة كل نسق من هذه الأنساق المدرسية في تفعيل التربية على المواطنة وبتساندها وظيفيا و بتظافر جهود جميع الفاعلين الاجتماعيين في المدرسة يتم تحقيق إحدى أهم الأهداف التربوية و هو تكوين المواطن الصالح الفعال و المسؤول. و لذا ولدراسة واقع التربية على المواطنة في المدرسة الجزائرية فلقد ركزت على مدى مساهمة كل من النظام و المناخ المدرسيان و المنهاج التربوي في تفعيل التربية على المواطنة و قد خلصت في نهاية الدراسة إلى أن النظام المدرسي يساهم بشكل فعال في التربية على المواطنة أما المناخ المدرسي والمنهاج التربية المدنية فإن مساهمتها كانت نسبية و متوسطة في تفعيل التربية على المواطنة، فبالنسبة للمناخ فيرجع سبب قلة تأثيره و مساهمته إلى عدم الاهتمام بالأنشطة اللاصفية واعتبارها مجرد ترفيه يمكن الاستغناء عنه لصالح التحصيل الأكاديمي و هذا يرجع إلى عدم اهتمام المدراء و القائمين على التربية بهذا النوع من النشاطات و التنظيمات و التعاونيات المدرسية. أما فيما يخص المنهاج فإن الصعوبات التي يواجهها الأستاذ في تطبيق طرائق التدريس التي تدعم مبادئ المواطنة من حوار و مناقشة و عمل جماعي تعاوني تعد من أهم الأسباب التي ساهمت في نقص تأثير و فاعلية المنهاج في التربية على المواطنة بالإضافة إلى أن برنامج التربية المدنية و هو البرنامج الذي يعنى بالتربية على المواطنة وجدنا أنه يفتقر إلى بعض المعارف و المعلومات التي تعد مهمة في إعداد المواطن و ذلك رغم توفر الكتاب على جميع ميادين المعرفة التي يجب أن يتضمنها البرنامج المعني بترسيخ قيم المواطنة. و بهذه النتائج يمكن الخروج بالتوصيات و الاقتراحات التالية التي نأمل أن تكون ذات فائدة و أهمية من أجل تفعيل دور المدرسة في بناء المواطن الفعال و المسؤول: - استخدام الديمقراطية في تسيير المؤسسة التعليمية و في التعامل مع التلاميذ و هذا من منطلق أن المجتمع الذي يرغب في تعميم قيم المواطنة و الديمقراطية هو ذلك الذي تتحول فيه المدرسة إلى مجتمع ديمقراطي حقيقي مصغر يتدرب فيه التلاميذ على ممارسة المواطنة و الحياة الاجتماعية الحقيقية التي تقوم على مسؤولية الفعل و الكلمة في جو مفعم بالديمقراطية و الاستقلالية و التضامن بشكل يجد فيه التلاميذ ما يشجعهم على هذه الممارسة حتى يألفها و يتعودها. - الاهتمام بالنشاطات المدرسية كالاحتفالات في المناسبات الوطنية، و إقامة المنافسات الفكرية و الرياضية و الندوات العلمية و توفير كل الشروط لنجاحها و الاستفادة منها. - إقامة الجمعيات و التعاونيات المدرسية، و توفير الدعم المادي و المعنوي لها. - التركيز على إكساب التلاميذ المهارات العقلية و مهارات المشاركة و التفكير الناقد سواء عن طريق طرائق التدريس أو النشاطات اللاصفية و ذلك بإتاحة الفرصة لهم لعرض وجهات نظرهم حول المواضيع المطروحة للنقاش و تفسير أفكارهم و تبريرها و الدفاع عنها في جو من الحرية و الديمقراطية. - تأسيس الأنشطة المدرسية القائمة على خدمة المجتمع و العمل التطوعي و التعاون في ذلك مع جمعيات المجتمع المدني. - تنظيم زيارات لمؤسسات الدولة و منشآتها و مقابلات مع أعيان و مسؤولي هذه المؤسسات، خصوصا أصحاب الصلة المباشرة بأمور المواطنة و المواطن، بحيث يتعرف التلميذ على واقع الوطن و المجتمع. - تشجيع التلميذ على تحمل مسؤولياته و حل مشاكله من خلال إقامة مجالس يشارك فيها التلاميذ و الإدارة و حتى الأولياء لدراسة و حل مشاكل التلاميذ و الاستماع إلى تطلعاتهم. - فتح المجال أمام التلاميذ لحكم أنفسهم بمساعدة و توجيه كل من الأساتذة و المدير، و لم لا إن كان من الممكن إقامة شبه الحكومة المدرسية يسيرها التلاميذ و يتعلمون من خلالها ممارسة المواطنة و الديمقراطية. - تحسين برنامج التربية المدنية بالتركيز أكثر على قيم و مبادئ المواطنة و خصوصا الواجبات التي كانت مغيبة في جميع الميادين من المعرفة في الكتاب تقريبا و ربط هذا البرنامج بالواقع اليومي للمجتمع مع التركيز على تعريف التلميذ بدوره كمواطن و كيفية ممارسة هذا الدور. و في الأخير ما يمكن قوله أن هذا الموضوع أي التربية على المواطنة لا يزال واسعا و خصبا يحتاج إلى الدراسة و البحث و التنقيب أكثر فيه و ذلك لأهميته، فهذا البحث لم يشمل سوى جانب منه و لم يتطرق إلا لدور مؤسسة واحدة من مؤسسات النظام التربوي فما هو دور كل من الأسرة و جماعة الرفاق و المجتمع المدني و وسائل الإعلام و حتى دور العبادة في التأكيد و ترسيخ قيم المواطنة.
URI/URL: https://ds.univ-oran2.dz:8443/jspui/handle/123456789/3019
Collection(s) :ماجيستر علم الاجتماع

Fichier(s) constituant ce document :
Fichier Description TailleFormat 
مذكرة المدرسة والمواطنة.pdf897,5 kBAdobe PDFVoir/Ouvrir


Tous les documents dans DSpace sont protégés par copyright, avec tous droits réservés.