النماذج النظرية المفسّرة لدور وسائل الإعلام في التغيّر الاجتماعي والثقافي ق ا رءة تاريخية - -

Abstract

شيد العالم موجة من الحركات التحرّرية مع بداية النصف الثاني من القرن العشرين، ا رحت عمى إثرىا كثير من بمدان العالم تشقّ طريقيا نحو النمو وبناء ما ىدمتو سنوات الاستعمار، وبدأت حكومات كل واحدىا منيا تبحث عن السبل الملائمة والآليات، التي تتواءم ومقوّماتيا والإمكانات المتاحة ليا، وذلك من خلال تبني منظو ا رت مختمفة في عمميات التنمية والتحديث والتطور الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والثقافي. وما كاد عقد الخمسينات من القرن الماضي يصل إلى نيايتو، حتى ظيرت في عدد من الدول أصداء لنظريات وأفكار تتحدث عن الدور الذي يمكن أن تقوم بو وسائل الاتصال والإعلام في التغير الاجتماعي والتنمية الوطنية في المجتمعات النامية. وكانت أولى الطروحات وأكثرىا تأثي ا ر في ىذه المجال، نموذج المفكر والباحث الإعلامي دانييل ليرنر حول العلاقة بين تحضر الإنسان وتمدنو وبين تعرضو لوسائل الإعلام، تمتيا أفكار كل من الباحث ولبور ش ا رم عن الدور الذي يمكن ان تقوم بو وسائل الإعلام خدمة لمتنمية الوطنية، ثم الباحث أفريت روجرز حول الطريقة التي تنتشر بيا الأفكار والابتكا ا رت، وعوامل وم ا رحل تبنييا من قبل الأف ا رد. وقد اكتسبت ىذه النماذج أىمية بارزة، ونالت درجة عالية من الثقة في أوساط السمطات والحكومات وحتى المفكّرين والباحثين، لما جاءت بو من تصو ا رت متسمة بالواقعية، كونيا ركزت في تحميلاتيا عمى نتائج الد ا رسة الميدانية. تأتي ىذه الورقة البحثية من أجل تسميط الضوء عمى التفسي ا رت التي تقدّميا ىذه النماذج الثلاثة لعلاقة علاقة وسائل الإعلام بتغير المجتمع، من خلال الق ا رءة التاريخية لتطور كل نموذج ومفاىيمو ومنطمقاتو المعرفية.