البنيوية التكوينية وإشكالية الاكتساب اللغوي عند جان بياجيه

Abstract

إشكالية الاكتساب اللغوي من الإشكاليات الأساسية التي عالجتها الابستيمولوجيا التكوينية، بحيث اعتمد بياجيه في دراستها على المنهج السيكوتكويني الذي يبحث في جذور البنيات الأولية انطلاقا من مرحلة التنسيق بين الأفعال. فالسلوك الكلامي حسب هذا المنهج هو في حالة تكوّن دائم يعتمد على فاعلية الذات وبنياتها الفكرية في إطار علاقتها التفاعلية بالمحيط، لهذا يرفض القول بالبنى الجاهزة في عملية التكوّن اللغوي والمعرفي ككل. واللغة وظيفة رمزية لا يمكن اكتسابها إلا بعد حصول التفكير الرمزي وتكوّن العمليات الفكرية، لان البنيات المنطقية أعمق من البنيات اللغوية ، فهي تمتد جذورها في الفعل وفي الأوليات الحسية الحركية، لكن هذا لا يعني أن البنيات الفكرية في غنا عن البنيات اللغوية بل هذه الأخيرة ضرورة لاكتمال تكوّنها. نستطيع أن نحقق الدراسة العلمية المتكاملة في هذا الميدان بقدر تحقيق ذلك التفاعل والتعاون بين ميادين العلم ككل، فدراسة اللغة دراسة علمية يقتضي أن تدخل في علاقة مع العديد من العلوم مثل علم السيميولوجيا وعلم الاجتماع اللغوي وعلم النفس اللغوي و البيولوجيا وغيرها من العلوم التي تكون حلقة وصل بينها.