التصورات الإجتماعية لزيارة الضريح في العلاجات التقليدية دراسة سوسيو ثقافية لضريح الولي "سيدي بوعبد الله" بوادي رهيو

Abstract

تعتبر ظاهرة زيارة أضرحة الأولياء إحدى الممارسات الدينية المنتشرة بصورة ملفتة للإنتباه في القطر الجزائري ، حيث نجد على ترابه أماكن مميزة تعتبر بحق مسرحا لمختلف النشاطات و الأشكال الطقوسية ، و موضع زيارات و تظاهرات خاصة أقل ما يقال عنها أنها تمتاز بطابع القداسة . إن هذا النوع من الممارسات الثقافية هام جدا لأن الشعائر و الطقوس التي تؤسسه تضفي عليه طابع الرسمية و القبول ، و ترسخ مشروعية القرابة المرتبطة بالشخص المؤسس، كالطقس يجعل من ظاهرة فردية تنصهر في مجموعة و تصبح كتلة إجتماعية واحدة و هذا الشخص الذي تذوب فيه الجماعة يصبح مصدر هويتها . إن بحثنا و المتمثل في دراسة التصورات الإجتماعية لزيارة الضريح في العلاجات التقليدية هو بحث استكشافي يتم من خلاله الإجابة على التساؤلات التالية : - هل لزيارة الضريح و ممارسة طقوس العلاج التقليدي أثر في علاج الإضطرابات النفسية و العضوية ؟ - هل هناك علاقة بين المستوى التعليمي للأفراد و هذه الممارسات الطقوسية ؟ - هل للظروف الإجتماعية التي يعيش فيها الأفراد علاقة بهذه الممارسة الطقوسية ؟ - هل هناك اختلاف بين المترددين على زيارة الأولياء من حيث الإنتماء السكني ؟ - هل هناك اختلاف بين المترددين على زيارة الأولياء من حيث الجنس ؟ على أساس هذه التساؤلات تصور و أعد الباحث إطارا نظريا يشمل أدبيات البحث الآتية في شكل فصول : الدين ، المقدس و الطقوس الولاية والأضرحة الدوافع المؤدية إلى زيارة الأولياء العلاج التقليدي كما صمم الباحث أيضا إجراءات منهجية ملائمة ، و هي كمايلي : إنجاز دراسة استطلاعية على عينة من الزوار قوامها 30 فرد ، ثم أجريت الدراسة الأساسية على مجموعة من الزوار تتكون من 50فرد و دراسة أخرى تم فيها استقصاء الرأي العام على مجموعة تتكون من 80 فرد . و بعد جمع المعطيات (بواسطة الملاحظات و المقابلات و الإستبيانات ) توصل الباحث إلى أن الطقوس المقامة على شرف الولي ليست معاني مجردة ، و لها دلالتها اللغوية و الرمزية . كما أنها تنتج تأثيرات نفسية و روحية و سلوكية على أفراد المجموعة . كما أن للعوامل الإجتماعية و الثقافية دور فعال في إضفاء المشروعية على هذه الممارسات الطقوسية . في ضوء هذه النتائج التي نوقشت في إطار أدبيات البحث ، تم تقديم بعض الإقتراحات والتوصيات للباحثين و أصحاب القرار . إنما هي وقائع و أحداث و ممارسات ملموسة