التوظيف النرجسي لدى حالات الاكتئاب الارتكاسي (دراسة سيكو – باثولوجية من خلال الكوبينغ واختبار تفهم الموضوعT.A.T).

Abstract

الاكتئاب الارتكاسي يعبّر عن مجمل ردود الأفعال تجاه التهديدات الخارجيّة، الضغوط وكذا الأحداث التي يصادفها الفرد في حياته ولا يتمكن من مواجهتها وتجاوزها. إنّ الأحداث المؤلمة، قد تقدّم عوامل أساسيّة لإثارة إحباطات وصراعات متراكمة لدى الفرد، أين يصل إلى البحث عن مكانته التي افتقدها في محيطه وافتقد معها كلّ أواصر الحوار والاتصال مع الآخر، ممّا يؤدي به إلى التساؤل عن سبب وجوده مادام هو يعاني ويتألم تحت وطأة هذه الوضعيّة الاكتئابيّة، فيفقد تقديره لذاته وبالتالي تكيّفه وتوافقه مع الآخرين. إنّ الحالة الاكتئابيّة تتجسد في الفقدان الاستيهامي للموضوع، وما تعبّر عنه النظرية المعرفيّة بأنّه يعود أساسًا إلى الاستعدادات الشخصية للفرد والضغط الذي تغطيه الأحداث السلبية ومن تم تتكون السيرورات المعرفية التي تعتبر كترجمة للاختلال في التوازن واستقرار آليات التفكير المنطقي والموضوعي. إنّ الاكتئاب الارتكاسي يضع الجهاز النفسي أمام توظيف يعبّر عن مختلف التصدّعات النرجسيّة التي تصيبه من خلال الأعراض المقدّّمة وتضعه أمام مواقف محبطة قد تتباين استراتيجيات تفاعله وتعامله معه. هذا ما أثبتته فعلا نتائج الدراسة من خلال تطبيق كلّ من اختبار الكوبينغ، أين أسفرت على تحديد طرق تعامل الحالات الاكتئابيّة التي اتجهت نحو الانفعال وهذا راجع لتأثر إمكانياتها بالمعاش الذي تمر به حيث لم تتمكن من التسيير الموضوعي لانفعالاتها فتكون تصرّفاتها تحمل الكثير من التوتر والاندفاعيّة. اختبار تفهم الموضوع T.A.T، دعّم هو الآخر نتائج الملاحظات والمقابلات من خلال تشخيص هذا النوع من الاكتئاب الذي ترجع جذوره إلى المراحل الأولى من تكوين الفرد أي في التناقض الذي ينشأ بين التصوّر النرجسي للجزء الآخر من الذات والموضوع. إذن، فالحالات التي تعاني من الاكتئاب الارتكاسي تعاني من تناقض نرجسي لا يسمح لها بإدراك الموضوع اللبيدي وبالتالي يعرقل تواصلها واستمراريتها في الوجود.