-اشكالية الجسد في التحليل النفسي - فرويد أندومجا

Abstract

لقد أثر التحليل النفسي في معظم المدارس و الإتجاهات الفكرية الغربية ،حتى أصبح له - بعدا نسقيا في الخطاب الحضاري الغربي الحديث ،و مما لا شك فيه أن النسق الفرويدي يعتبر من أهم الأنساق المعرفية حيث أعاد فرويد دعائم الربط بين الجسد و النفس أي بين العوارض البيولوجية و الكوامن النفسية ،فكل إختلال جسدي يستند الى أرضية نفسية تعبر عن كوامنها من خلال صراع داخلي بين الأنا ،الأنا الأعلى ،و الهو و من تلك الأرضية جسد فرويد تصوراته النفسية الفلسفية عبر مفهوم ثلاثي لتطور الحالة النفسية و الفكرية للإنسان و التي تؤسس على مسلمة اللاشعور الذي يعمل ضمن إطار من القوانين ذات الدلالة و المعنى و التأويل، و بذلك إستطاع فرويد إكتشاف لغة جديدة هي لغة اللاوعي أو ما يسميها فرويد "لغة الجسد" ،إنها لغة كان فرويد أول من حاول فك رموزها بإكتشافه للحلم و الذي أصبح للتحليل النفسي معنى جديد قائم على أساس المنهج الوصفي أو ما يدعى بمنهج التأويل و التفسير الفرويدي ،و بالتالي لا يوجد سلوك أو تصور بلا معنى فعندما نتحدث عن الفن كنموذج من نماذج التعبير الجسدي لغة الجسد عبر التاريخ فنجد فرويد يقارب بين أوديب الملك لسوفكليس و هاملت لشكسبير و الإخوة كارامازوف لديستويفسكي ليؤكد الحتمية المشتركة بينهما و هي عقدة أوديب )النواة الأصلية لكل ثقافة و فن و اخلاق (.