السلفية الدعوية في ولاية تيسمسيلت التدين و السياسية

Abstract

لقد حاولت هذه الدراسة، الوقوف على ظاهرة السلفية الدعوية في ولاية تيسمسيلت، باعتبارها جماعة دينية ناشئة، وتشكل ثقافة هامشية تقع على أطراف الثقافة المحلية، أو الثقافة المركز، وقد ركزنا في دراستنا على الجماعة السلفية الدعوية، كجماعة مرجعية، تقوم بضبط وتوجيه سلوكات الأفراد المنتمين إليها، انطلاقا من السلطة الدينية التي تمتلكها، كما أنها تقدم نفسها على أنها الفهم الصحيح للإسلام، أو تطبيق الإسلام كما طبقه الجيل الأول من المسلمين، ولذلك هي تشرف على حياة المنتسبين إليها، وتقوم بتحديد خيارتهم، وتوجهاتهم، لا سيما في المجال السياسي، الذي تبدوا منسحبة منه، خاصة إن العملية السياسية، لم تعد تخضع للتشريع الإسلامي، وإنما وفق نظريات وتوجهات غربية، ولذلك هي تحث أفرادها على التخلي عن العمل السياسي، في المرحلة الحالية، والاشتغال بالدعوة الدينية، كونها تقدم العقيدة على الشريعة، وهي ترفض كل تيارات الحركة الإسلامية، وتعتبرها فرق ضالة، لا بد من الحذر منها، كما أنها تعتبر نفسها هي الوحيدة المستحقة لتسمية السلفية، أم السلفيات الأخرى، فهي لا تحترم ولا تمتثل لتوجيهات السلف الصالح، كما أنها تعتبر أولوياتها ألان هي تربية جيل جديد من المؤمنين، وفق خيارات ثقافية ودينية مختلفة تماما عن ما هو سائد، من أجل إعادة تفعيل المشروع الإسلامي، من خلال إخضاع كل الممارسات والسلوكات، لسلطة النص.